موسوعة الأخلاق والسلوك

و- نماذِجُ مِن التَّفاؤُلِ عِندَ العُلَماءِ المُعاصِرينَ


قال محمَّدٌ البَشيرُ الإبراهيميُّ في خطابٍ أمامَ الوُفودِ العَرَبيَّةِ والإسلاميَّةِ مُتفائِلًا بوَحدةِ الصَّفِّ: (إنَّ هذا الشَّمالَ الإفريقيَّ كُلٌّ لا يتجزَّأُ تربِطُ بَينَ أجزائِه دماءُ الأجدادِ، ولِسانُ العَرَبِ، ودِينُ الإسلامِ، وسواحِلُ البَحرِ في الشَّمالِ، وحِبالُ الرِّمالِ في الصَّحارى، وسلاسِلُ الأطلَسِ الأشَمِّ في الوَسَطِ، واتِّحادُ الماءِ والهواءِ والغِذاءِ، وإنَّها لخصائِصُ تجمَعُ الأوطانَ المتبايِنةَ، فكيف لا تجمَعُ الوَطَنَ الواحِدَ؟ إنَّ تفَرُّقَ هذه الأجزاءِ لم يأتِ من طبيعَتِها، وإنَّما جاء مِن طبائِعِنا الدَّخيلةِ، ومِن تأثُّراتِنا الغَريبةِ بالدُّخَلاءِ، وإنَّني متفائِلٌ بأنَّ هذه اللَّيلةَ ستكونُ فاتحةً لعَهدٍ جديدٍ واتِّحادٍ عتيدٍ، ونورٍ مِن الرَّحمةِ والإخاءِ ينتَظِمُ المغارِبَ في سِلكٍ، إنَّني متفائِلٌ بما يتفاءَلُ به السَّارُونَ المُدْلِجونَ من انبِلاجِ الفَجرِ؛ فعسى أن يتحقَّقَ هذا التَّفاؤُلُ فتكونَ هذه اللَّيلةُ أوَّلَ خَيطٍ في نسيجِ الوَحدةِ الإفريقيَّةِ التي هي آخِرُ أمَلٍ للمُتفائِلينَ مِثلي) [2058] ((آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي)) لأحمد طالب الإبراهيمي (2/467). .
وقال ابنُ عُثَيمين إبَّانَ حَربِ المُسلِمينَ في البُوسنةِ: (وأحَقُّ النَّاسِ -فيما أرى- اليومَ هم البُوسنةُ والهَرسِكُ؛ لأنَّنا متفائِلون بانتِصارِهم على الصِّربِ الطَّاغي الظَّالمِ، وكما تَسمَعونَ في الإذاعاتِ ليس هناك نَشاطٌ بالنِّسبةِ للأُمَمِ الكافِرةِ في إيقافِ عُدوانِ الصِّربِ، فإذا وُجِد من يُشَجِّعُ المجاهِدينَ لصَدِّ عُدوانِ هؤلاء، كان فيه خيرٌ كثيرٌ) [2059] ((اللقاء الشهري)) لابن عثيمين (17/20). .
-وقال محمَّدٌ الغَزاليُّ في إحدى خُطَبِه متفائِلًا بعَودةِ الوَعيِ للشَّبابِ المُسلِمِ: (مُستقبَلُنا مرتَبِطٌ لا بلقاءِ الصِّغارِ والكِبارِ هنا وهناك، بل مُرتَبِطٌ باصطِلاحِنا مع اللهِ، وعَودتِنا إلى الإسلامِ، وتطبيقِنا لتعاليمِه، وكما قُلتُ: إنَّني متفائِلٌ، وإنَّ لِتَفاؤلي أسبابًا حقيقيَّةً لا أوهامًا أتخيَّلُها، إنَّ الشَّبابَ المُؤمِنَ يلقاني في كُلِّ مكانٍ، وهو حريصٌ على مَرضاةِ رَبِّه، يريدُ أن يؤدِّيَ واجِبَه، إنَّ قُوَى الإيمانِ شعَرَت بخَطَرٍ داهِمٍ يُريدُ الإجهازَ عليها، وذلك ممَّا حَرَّك خصائِصَ المقاوَمةِ فيها، وجعَلَها تستيقِظُ من سُباتِها، وتستأنِفُ في ثباتٍ أداءَ واجِبِها لإرضاءِ رَبِّها) [2060] ((خطب الشيخ محمد الغزالي)) (1/131). .

انظر أيضا: