موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- مِن القُرآنِ الكريمِ


- قال تعالى: وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ [آل عمران: 140] .
قال القاسِميُّ: (أي: ولِيُكرِمَ ناسًا منكم بالشَّهادةِ؛ لِيَكونوا مثالًا لغيرِهم في تَضْحيةِ النَّفسِ شَهادةً للَحقِّ، واستِماتةً دونَه، وإعلاءً لكَلِمتِه) [1653] ((محاسن التأويل)) (2/419). .
- وقال تعالى: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا [الأحزاب: 21-27] .
(لَمَّا ذكَر تعالى غزوةَ الأحزابِ، ومَوقِفَ المنافِقين المُذَبذَبين منها بالقُعودِ عن الجِهادِ، وتثبيطِ العزائِمِ؛ أمَرَ المؤمنين في هذه الآياتِ بالاقتداءِ بالرَّسولِ الكريمِ في صبرِه وثباتِه، وتَضْحِيتِه وجِهادِه) [1654] ((صفوة التفاسير)) للصابوني (2/476). .
- وقال تعالى: وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ [آل عمران: 169] .
(فيما ذُكِر إشارةٌ إلى أنَّ المؤمِنَ الذي يُضَحِّي بنفسِه في سَبيلِ نَصرِ دينِه ودَعوةِ ربِّه، هو من الشُّهَداءِ الأبْــرارِ الذين يَظفَرون بجِنانِ الخُلدِ، وهم أحياءٌ، أرواحُهم في حواصِلِ طَيرٍ خُضْرٍ، تَسرَحُ في الجنَّةِ حيثُ شاءت) [1655] ((التفسير المنير)) لوهبة الزحيلي (2/40). .
- وقال تعالى في الحَثِّ على تضحيةِ الإنسانِ بما يحِبُّ، وبَذلِه رغبةً في رِضا رَبِّه سبحانَه: وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ [البقرة:  177].
قال الرَّاغِبُ الأصفهانيُّ: (عَلَى حُبِّهِ قيل: على حُبِّ المالِ، ويكونُ مُضافًا إلى المفعولِ، ونبَّه بذلك أنَّه يَبذُلُه مع فرطِ الحاجةِ إليه) [1656] ((تفسير الراغب الأصفهاني)) (1/377). .
- وقال تعالى في بيانِ عَظيمِ أجْرِ بَذْلِ النَّفسِ والمالِ والتَّضحيةِ بهما في سبيلِ اللهِ: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة: 111].
قال البيضاويُّ: (تمثيلٌ لإثابةِ اللهِ إيَّاهم الجنَّةَ على بَذْلِ أنفُسِهم وأموالِهم في سبيلِه) [1657] ((أنوار التنزيل وأسرار التأويل)) (3/99). .

انظر أيضا: