موسوعة الأخلاق والسلوك

ب- من السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ


1- عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((انتَدَب اللَّهُ لمن خَرَج في سبيلِه لا يُخرِجُه إلَّا إيمانٌ بي وتصديقٌ برُسُلِي أن أرجِعَه بما نال من أجرٍ أو غنيمةٍ، أو أُدخِلَه الجنَّةَ، ولولا أن أشُقَّ على أمَّتي ما قعَدْتُ خَلْفَ سَرِيَّةٍ، ولوَدِدْتُ أنِّي أُقتَلُ في سبيلِ اللَّهِ ثمَّ أَحْيا، ثمَّ أُقتَلُ ثمَّ أَحْيا، ثمَّ أُقتَلُ)) [1658] أخرجه البخاري (36) واللَّفظُ له، ومسلم (1876). .
فبَذْلُ النَّفسِ والشَّهادةُ في سبيلِ اللَّهِ هي ذِرْوةُ التَّضْحيةِ.
2- وعن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: ((مِن خَيرِ مَعاشِ النَّاسِ لهم رَجُلٌ مُمسِكٌ عِنانَ فَرَسِه في سبيلِ اللَّهِ، يطيرُ على مَتْنِه [1659] على مَتنِه، أي: على ظَهرِه. يُنظر: ((شرح المصابيح)) لابن الملك (4/ 309). ، كلَّما سَمِعَ هَيْعَةً [1660] الهَيعةُ: الصَّوتُ تَفزَعُ منه وتخافُه من عَدُوٍّ. يُنظر: ((تاج العروس)) للزبيدي (22/417). أو فَزعةً طار عليه، يبتغي القَتْلَ والموتَ مَظانَّه، أو رَجُلٌ في غُنَيمةٍ في رأسِ شَعَفَةٍ من هذه الشَّعَفِ [1661] شَعَفةُ كُلِّ شيءٍ: أعلاه. يريدُ به رأسَ جَبَلٍ من الجبالِ. يُنظر: ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (2/ 481). ، أو بَطنِ وادٍ مِن هذه الأوديةِ، يقيمُ الصَّلاةَ، ويُؤتي الزَّكاةَ، ويَعبُدُ ربَّه حتَّى يأتيَه اليقينُ، ليس من النَّاسِ إلَّا في خيرٍ)) [1662] أخرجه مسلم (1889). .
قال القاضي عياضٌ: (فيه تفضيلُ الجهادِ وشَرَفُه والمواظَبةُ عليه) [1663] ((إكمال المعلم)) (6/311). .
3- وعن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((ما نقَصَت صَدَقةٌ من مالٍ، وما زاد اللَّهُ عبدًا بعفوٍ إلَّا عِزًّا، وما تواضَع أحَدٌ للهِ إلَّا رفَعَه اللَّهُ)) [1664] أخرجه مسلم (2588). .
قال ابنُ عبدِ البَرِّ: (أي: لا تَنقُصُ الصَّدَقةُ المالَ؛ لأنَّه مالٌ مُبارَكٌ فيه) [1665] ((الاستذكار)) لابن عبد البر (8/612). .
4- وعن ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: ((ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفضَلُ منها في هذه يعني: أيَّامَ العَشْرِ؟ قالوا: ولا الجهادُ؟ قال: ولا الجِهادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَج يخاطِرُ بنَفسِه ومالِه، فلم يَرجِعْ بشَيءٍ)) [1666] أخرجه البخاري (969). .
قال العَينيُّ: (قَولُه: «يخاطِرُ بنَفسِه»، جملةٌ حاليَّةٌ، أي: يكافِحُ العَدُوَّ بنَفْسِه وسلاحِه وجَوَادِه) [1667] ((عمدة القاري)) للعيني (6/291). .
وقال القَسْطَلَّانيُّ: («يخاطِرُ» من المخاطَرةِ، وهي ارتكابُ ما فيه خَطَرٌ «بنفسِه ومالِه، فلم يَرجِعْ بشَيءٍ» من مالِه، وإن رجَع هو أو لم يرجِعْ هو ولا مالُه، بأن ذَهَب مالُه واستُشهِدَ) [1668] ((إرشاد الساري)) للقسطلاني (2/217). .

انظر أيضا: