موسوعة الأخلاق والسلوك

تاسعًا: أخطاءٌ شائعةٌ حولَ التَّأنِّي


الاعتقادُ بأنَّ التَّأنِّيَ وتَركَ العَجلةِ يُطلَبُ في كُلِّ أمرٍ، وهذا اعتقادٌ خَطَأٌ؛ فهناك أمورٌ ومواقِفُ تتطَلَّبُ من التَّصَرُّفِ الحازمِ والعَمَلِ السَّريعِ ما لا يناسِبُه التَّأنِّي، مِثلُ العَجَلةِ في اغتنامِ الأوقاتِ، وتركِ التَّسويفِ فيها، وكذا تعجيلُ الفِطرِ للصَّائِمِ، وكذا إغاثةُ الملهوفِ، فلا تأنِّيَ في ذلك، وعدَمُ تأخيرِ البيانِ عن وقتِ الحاجةِ، كبيانِ حَقٍّ وإبطالِ باطِلٍ، وأمرٍ بالمعروفِ ونهيٍ عن المنكَرِ.
وهذا معنى قولِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنه ((التُّؤَدةُ في كُلِّ شيءٍ حَسَنٌ إلَّا في أمورِ الآخِرةِ)) [1495] أخرجه مسدد كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) للبوصيري (7/452) واللفظ له، وابن أبي شيبة (36769)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (10604). صحَّح سندَه البوصيري في ((إتحاف الخيرة المهرة)) (7/452). .
وقال إبراهيمُ بنُ أدهَمَ: (ذَكَروا الأناةَ في الأشياءِ كُلِّها، فقال الأحنَفُ: أمَّا أنا فإذا حضَرَت جِنازةٌ لم أتأَنَّ، وإذا وجَدْتُ كُفُؤًا زوَّجْتُ ولم أتأَنَّ، وإذا حضَرَت الصَّلاةُ لم أتأَنَّ) [1496]رواه البيهقي في ((شعب الإيمان)) (9270). .
وعن الأحنَفِ قال: (ثلاثةٌ لا أناةَ فيهنَّ عندي. قيل: وما هنَّ يا أبا بحرٍ؟ قال: المبادَرةُ بالعَمَلِ الصَّالحِ، وإخراجُ مَيِّتِك، وأن تُنكِحَ الكُفءَ أَيِّمَك) [1497] ((البيان والتبين)) للجاحظ (2/ 138). .
و(قالوا: من تمامِ المعروفِ تعجيلُه) [1498] ((البيان والتبين)) للجاحظ (3/ 286). .

انظر أيضا: