موسوعة الأخلاق والسلوك

رابعًا: فوائِدُ التَّأنِّي


1- دلالةٌ على رجاحةِ العَقلِ، ووُفورِ الرَّزانةِ، وطُمَأنينةِ القَلبِ.
2- يَعصِمُ الإنسانَ من الضَّلالِ والخطَأِ وما لا تُحمَدُ عُقباه:
قال ابنُ عُثَيمين: (الأناةُ: التَّأنِّي في الأمورِ وعَدَمُ التَّسرُّعِ، وما أكثَرَ ما يَهلِكُ الإنسانُ ويَزِلُّ بسبَبِ التَّعجُّلِ في الأمورِ، وسواءٌ في نقلِ الأخبارِ أو في الحُكمِ على ما سَمِع، أو في غيرِ ذلك. فمن النَّاسِ -مثلًا- من يتخطَّفُ الأخبارَ، بمجَرَّدِ ما يسمَعُ الخبَرَ يحَدَّثُ به ينقُلُه،.. ومن النَّاسِ من يتسَرَّعُ في الحُكمِ، سمِعَ عن شخصٍ شيئًا من الأشياءِ، ويتأكَّدُ أنَّه قاله، أو أنَّه فعَلَه، ثمَّ يتسَرَّعُ في الحُكمِ عليه، أنَّه أخطأ أو ضلَّ أو ما أشبَهَ ذلك، وهذا غَلَطٌ. التَّأنِّي في الأمورِ كُلُّه خيرٌ) [1429] ((شرح رياض الصالحين)) (3/577 - 578). .
3- التَّأنِّي محمودُ العاقبةِ في الدُّنيا والآخِرةِ.
4- صيانةٌ للإنسانِ من الأخلاقِ المذمومةِ:
فالانحرافُ عن خُلُقِ الأناةِ يؤدِّي إلى عَجَلةٍ وطَيشٍ وعُنفٍ، أو إلى تفريطٍ وإضاعةٍ [1430] ((مدارج السالكين)) (2/296). .
5- سبَبٌ لنَيلِ محبَّةِ اللهِ ورِضاه سُبحانَه:
قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأشَجِّ عبدِ القَيسِ: ((إنَّ فيك خصلَتَينِ يحِبُّهما اللَّهُ: الحِلمُ، والأناةُ)) [1431] أخرجه مسلم (17) من حديثِ عبدِ اللهِ بنِ عَّباسٍ رضي الله عنهما. .
6- صيانةُ الإنسانِ من كَيدِ الشَّيطانِ وتسَلُّطُه عليه:
قال الغزاليُّ: (الأعمالُ ينبغي أن تكونَ بعدَ التَّبصِرةِ والمعرفةِ، والتَّبصِرةُ تحتاجُ إلى تأمُّلٍ وتمهُّلٍ، والعَجَلةُ تمنَعُ من ذلك، وعندَ الاستِعجالِ يُرَوِّجُ الشَّيطانُ شَرَّه على الإنسانِ من حيثُ لا يدري) [1432] ((إحياء علوم الدين)) (3/33). .
7- التَّريُّثُ عندَ وُصولِ الخبَرِ إليه حتَّى لا يندَمَ.
قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ [الحجرات: 6] .
8- القُدرةُ على التَّمييزِ بَينَ الحَقِّ والباطِلِ، والهُدى والضَّلالِ، والصَّوابِ والخطَأِ.
9- لا يبقى مجالٌ للظَّنِّ والشُّبهةِ في بابِ الحُكمِ والقَضاءِ.
10- لا يبقى مجالٌ للأحكامِ السَّطحيَّةِ والفُروضِ الوهميَّةِ في عالَمِ البحوثِ والتَّجارِبِ والعُلومِ.
11-يعيشُ المجتَمَعُ الملتَزِمُ بهذا الخُلُقِ الفاضِلِ في سلامٍ وأمانٍ.
12-وقايةُ الأُسَرِ من التَّشتُّتِ والضَّياعِ الذي قد تحدِثُه الشَّائعاتُ.
13- تطهيرُ المجتَمَعِ المسلِمِ من المنافِقين وإرجافاتِهم التي لا تنفَكُّ عن الكَذِبِ.

انظر أيضا: