موسوعة الأخلاق والسلوك

ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ


- كتَب عمرُو بنُ العاصِ إلى مُعاويةَ رَضِيَ اللهُ عنهما يعاتِبُه في التَّأنِّي، فكتَب إليه معاويةُ: (أمَّا بعدُ؛ فإنَّ التَّفهُّمَ في الخبَرِ زيادةُ رُشدٍ، وإنَّ الرَّاشِدَ مَن رَشَد عن العجَلةِ، وإنَّ الخائِبَ من خاب عن الأناةِ، وإنَّ المتثَبِّتَ مصيبٌ، أو كاد أن يكونَ مصيبًا، وإنَّ العَجِلَ مُخطِئٌ أو كاد أن يكونَ مُخطِئًا) [1421]رواه مطوَّلًا عبد الرزاق (20214)، واللالكائي في ((شرح أصول الاعتقاد)) (2789) واللفظ له، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (59/188). .
- وقال مالِكٌ: (كان يقالُ: التَّأنِّي من اللَّهِ، والعَجَلةُ من الشَّيطانِ، وما عَجِل امرؤٌ فأصاب، واتَّأَد آخَرُ فأخطَأَ، إلَّا كان الذي اتَّأَد أصوَبَ رأيًا، ولا عَجِل امرؤٌ فأخطأ، واتَّأَد آخَرُ فأخطَأَ، إلَّا كان الذي اتَّأَد أيسَرَ خَطَأً) [1422] رواه البيهقي في ((المدخل إلى السنن الكبرى)) (817). .
- وقال أبو عُثمانَ بنُ الحَدَّادِ: (من تأنَّى وتثبَّت تهيَّأ له من الصَّوابِ ما لا يتهيَّأُ لصاحِبِ البديهةِ) [1423] ((جامع بيان العلم وفضله)) لابن عبد البر (2/1127). .
- أوصى مالِكُ بنُ المنذِرِ بنِ مالِكٍ بنيه، فقال: (يا بَنِيَّ، الزَموا الأناةَ، واغتَنِموا الفُرصةَ تَظْفَروا) [1424]رواه أبو بكر الدينوري في ((المجالسة وجواهر العلم)) (2673)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (46/98). .
- وعن يونُسَ بنِ حَبيبٍ، قال: أوصى حبيشُ بنُ زُهَيرٍ النَّمِرَ بنَ قاسِطٍ، فقال له: (عليك بالأناةِ؛ فإنَّ بها تُنالُ الفُرصةُ) [1425] يُنظَر: ((المجالسة وجواهر العلم)) للدينوري (6/ 327). .
- ولمَّا حضَرَت عبدَ اللهِ بنَ شدَّادٍ الوفاةُ دعا ابنَه محمَّدًا، فقال له: (يا بُنَيَّ، أرى داعِيَ الموتِ لا يُقلِعُ، ومن مضى منَّا لا يرجِعُ، ومن بقيَ فإليه يَنزِعُ، وليس أحدٌ عليه بمُمتنعٍ، وإنِّي أوصيك يا بُنَيَّ بوصيَّةٍ فاحفَظْها... واعلَمْ أنَّ من حاسَب نفسَه تورَّع، ومن غَفِل عنها خَسِر، ومن نظَر في العواقِبِ نجا، ومن اعتَبَرَ أبصَر، ومن فَهِم عَلِم؛ وفي التَّواني تكونُ الهَلَكةُ، وفي التَّأنِّي السَّلامةُ، وزارِعُ البِرِّ يحصُدُ السُّرورَ) [1426] يُنظَر: ((لباب الآداب)) لأسامة بن منقذ (1/ 22-28). .
- وقال ابنُ حِبَّانَ: (الخائِبُ من خاب عن الأناةِ، والعَجِلُ مخطِئٌ أبدًا، كما أنَّ المتثَبِّتَ مُصيبٌ أبَدًا) [1427] ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)) (1/218). .
- وقال أيضًا: (إنَّ العَجِلَ لا يكادُ يَلحَقُ، كما أنَّ الرَّافِقَ لا يكادُ يَسبِقُ، والسَّاكِتُ لا يكادُ يَندَمُ، ومن نَطَق لا يكادُ يَسلَمُ، وإنَّ العَجِلَ يقولُ قبلَ أن يَعلَمَ، ويجيبُ قبلَ أن يَفهَمَ، ويَحمَدُ قبلَ أن يُجرِّبَ) [1428] ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)) (1/216). .

انظر أيضا: