موسوعة الأخلاق والسلوك

سابعًا: الأسبابُ المُعينةُ على التَّخَلُّصِ مِن الوَهَنِ


1- تَقويةُ الإيمانِ وزيادَتُه؛ فالإيمانُ جَذوةٌ تَتَّقِدُ في قَلبِ المُؤمِنِ، فتَطرُدُ مِنه الوَهَنَ، وتَشُدُّ مِن عَزمِه وعَزيمَتِه. قال الواحِديُّ في تَفسيرِ قَولِه تعالى: وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [آل عمران: 139] : (إنَّ الإيمانَ يوجِبُ ما ذُكِرَ مِن تَركِ الوَهَنِ والحُزنِ، أي: من كان مُؤمِنًا يجِبُ ألَّا يَهِنَ ولا يحزَنَ لثِقَتِه باللهِ عَزَّ وجَلَّ) [7351] يُنظَر: ((التفسير الوسيط)) (1/496). .
2- الزُّهدُ في الدُّنيا وعَدَمُ التَّعَلُّقِ بها، والتَّزَوُّدُ مِنها بزادِ المُسافِرِ، فذلك حَريٌّ أن يُقَوِّيَ القَلبَ، ويُبعِدَ عنه الوَهَنَ.
3- الاستِعدادُ للمَوتِ بالعَمَلِ الصَّالحِ.
4- عَدَمُ استِعجالِ النَّصرِ والتَّمكينِ، والصَّبرُ على الابتِلاءِ، واليقينُ بنَصرِ اللهِ وإعزازِه لجُندِه، وتَمكينِه لأوليائِه.
5- مُقارَنةُ الحالِ عِندَ الإصابةِ والابتِلاءِ بأحوالِ الأعداءِ، ومَعرِفةُ أنَّ ما أصابَ المُسلمينَ مِن الألمِ قد أصابَ الأعداءَ مِثلُه، إلَّا أنَّهم يتَمَيَّزونَ عنهم أنَّهم يرجونَ مِن اللهِ ما لا يرجونَ؛ فالمُؤمِنونَ عِندَ تَساويهم مَعَ أعدائِهم في دَرَجةِ الألمِ يتَمَتَّعونَ بقوَّةِ إيمانِهم، ونُبلِ مَسلكِهم، وانتِظارِ الظَّفَرِ أو الجَنَّةِ؛ قال تعالى: وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ [النساء: 104] .
6- طَردُ الخَوفِ مِن القَلبِ، والتَّحَلِّي بالشَّجاعةِ.
7- اليقينُ بعُلوِّ هذا الدِّينِ عُلوًّا بنُصرةِ اللهِ له، وتَمكينِه لأهلِه، فإذا عَرَف المُؤمِنُ ذلك استَنكف أن يُعطيَ الدَّنيَّةَ في دينِه، أو أن يدعوَ إلى السَّلمِ والموادَعةِ، أو أن يَذِلَّ لعَدوٍّ مَهما كانت قوَّتُه وجَبَروتُه؛ قال تعالى: فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ [محمد: 35] .
8- تَوجُّهُ المُسلمِ إلى اللهِ بالدُّعاءِ والاستِغفارِ حتَّى يُقَوِّيَه ويرفعَ عنه الوَهَنَ.

انظر أيضا: