موسوعة الأخلاق والسلوك

ثامنًا: الوسائِلُ المُعينةُ على تَركِ الهَمْزِ واللَّمزِ


1- طَلَبُ العِلمِ؛ قال الحَسَنُ: (كان الرَّجُلُ إذا طلَب بابًا من العِلمِ لم يلبَثْ أن يُرى ذلك في تخشُّعِه وبَصَرِه ولسانِه ويَدِه وبَدَنِه) [7270] ((إبطال الحيل)) لابن بطة (ص: 23). .
2- معرفةُ خَطَرِ الهَمْزِ واللَّمزِ، والآثارِ المترتِّبةِ عليهما، ومن ذلك قولُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إنَّ العبدَ ليتكَلَّمَ بالكَلِمةِ ما يتبيَّنُ فيها، يَزِلُّ بها في النَّارِ أبعَدَ ممَّا بَيْنَ المشرِقِ!) [7271] أخرجه البخاري (6477) واللفظ له، ومسلم (2988) من حديثِ أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه. .
3- عِلمُه بأنَّ الإمساكَ عن الشَّرِّ صَدَقةٌ؛ قال أبو ذَرٍّ رَضِيَ الله عنه: ((يا رسولَ اللهِ، أرأيتَ إن ضَعُفتُ عن بعضِ العَمَلِ؟ قال: تكُفُّ شَرَّك عن النَّاسِ؛ فإنَّها صَدَقةٌ منك على نفسِك)) [7272] أخرجه البخاري (2518)، ومسلم (84) واللفظ له. .
4- الاشتِغالُ بعُيوبِ النَّفسِ؛ قيل:
عَجِبتُ لِمن يبكي على فَقدِ غَيرِه
دُموعًا ولا يبكي على فَقدِه دَمَا
وأعجَبُ مِن ذا أن يَرى عَيبَ غَيرِه
عظيمًا وفي عينَيه عن عَيبِه عَمَى [7273] ((الفروع)) لابن مفلح (3/ 400).
وقيل:
متى تلتَمِسْ للنَّاسِ عَيبًا تجِدْ لهم
عيوبًا ولكِنَّ الذي فيك أكثَرُ [7274] ((روضة العقلاء)) لابن حبان (ص: 125).
وقال الرِّياشيُّ:
لعَمْرُكَ إنَّ في ذنبي لشُغلًا
لنفسي عن ذنوبِ بني أُمَيَّهْ
على رَبِّي حسابُهم إليه
تناهى علمُ ذلك لا إليَّهْ
وليس بضائِري ما قد أتَوه
إذا ما اللهُ أصلَحَ ما لدَيَّهْ [7275] ((الأذكار)) للنووي (ص: 336).
5- تركُه ما لا يَعنيه؛ قال رجُلٌ للأحنَفِ بنِ قَيسٍ: (بمَ سُدتَ قَومَك؟ وأراد عيبَه. فقال الأحنَفُ: بتركي من أمرِك ما لا يَعنيني، كما عَناك من أمري ما لا يَعنيك!) [7276] ((المجالسة)) للدينوري (7/ 330) رقم (3242). .
6- إدمانُ النَّظَرِ في سِيَرِ السَّلَفِ الصَّالحِ، وشِدَّةِ نزاهتِهم عن الوقوعِ في أعراضِ النَّاسِ، وقد كان ابنُ أبي زكريَّا لا يَذكُرُ في مجلِسِه أحدًا، يقولُ: (إن ذكَرْتُم اللهَ أعنَّاكم، وإن ذكَرْتُم النَّاسَ تركْناكم) [7277] ((شعب الإيمان)) للبيهقي (7/ 92) رقم (4715). .
وقال عَمرُو بنُ عليٍّ: (وما سمِعتُ وكيعًا ذاكِرًا أحدًا بسُوءٍ قَطُّ) [7278] ((الضعفاء)) للعقيلي (6/ 339) رقم (5911). .
8- صحبةُ الصَّالحين.
9- مجاهدةُ النَّفسِ؛ قال ابنُ وهبٍ: (جعَلْتُ على نفسي كلَّما اغتبتُ إنسانًا صيامَ يومٍ فهان عَلَيَّ، فجعَلْتُ عليها إذا اغتَبْتُ إنسانًا عليَّ صَدَقةُ دِرهَمٍ، فثَقُل عليَّ وتركتُ الغِيبةَ!) [7279] ((ترتيب المدارك)) للقاضي عياض (3/ 240). .

انظر أيضا: