موسوعة الأخلاق والسلوك

ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ


- يُروى عن عليِّ بنِ أبي طالبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه أنَّه قال: (لو عَلِمتُ أنَّ المُداهَنةَ تَسَعُني في دينِ اللَّهِ لفعَلْتُ، ولكان أهوَنَ عليَّ في المؤونةِ، ولكِنَّ اللَّهَ لم يَرْضَ من أهلِ القُرآنِ بالإدهانِ والسُّكوتِ، واللَّهُ يُعصى) [6590] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (1/ 85). .
- وقال سَهلُ بنُ عَبدِ اللَّهِ التُّستَريُّ: (لا يَشَمُّ رائحةَ الصِّدقِ مَن داهَن نفسَه أو غيرَه) [6591] ((آداب العشرة)) للغزي (ص: 40). .
- وقال الثَّوريُّ: (إذا كان الرَّجُلُ محبَّبًا في جيرانِه، محمودًا عِندَ إخوانِه، فاعلَمْ أنَّه ‌ُمُداهِنٌ) [6592] ((الكشف والبيان)) للثعلبي (9/ 130). .
- قال أبو عبدِ اللَّهِ المَغربيُّ: (أعظَمُ النَّاسِ ذُلًّا فقيرٌ داهَن غَنيًّا أو تواضعَ له، وأعظَمُ الخَلقِ عِزًّا غنيٌّ تذلَّل للفقيرِ وحَفِظَ حُرمتَه) [6593] ((طبقات الأولياء)) لابن الملقن (ص: 403). .
- وقال التَّاجُ السُّبكيُّ: (فإنَّما يُتلِفُ السَّلاطينَ فَسَقةُ الفُقَهاءِ؛ فإنَّ الفُقَهاءَ ما بَيْنَ صالحٍ وطالحٍ؛ فالصَّالحُ غالبًا لا يتردَّدُ إلى أبوابِ الملوكِ، والطَّالحُ غالبًا يترامى عليهم ثمَّ لا يَسَعُه إلَّا أن يجريَ معهم على أهوائِهم، ويُهَوِّنَ عليهم العظائِمَ، ولهو على النَّاسِ شَرٌّ من ألفِ شَيطانٍ، كما أنَّ صالِحَ الفُقَهاءِ خيرٌ من ألفِ عابِدٍ) [6594] ((طبقات الشافعية الكبرى)) (2/ 59). .
- وقال ابنُ شُبرُمةَ: (مَن أكَل من حَلوائِهم انحَطَّ في أهوائِهم) [6595] ((بهجة المجالس)) لابن عبد البر (1/340). .
- وكتَب أبو حازمٍ الأعرَجُ سَلَمةُ بنُ دينارٍ إلى بعضِ إخوانِه: (اعلَمْ أنَّ أدنى ما ارتكَبْتَ، وأعظَمَ ما احتَقَبْتَ [6596] يقالُ: احتَقَبه، أي: احتَمَله. ومنه قيل: احتَقَب فُلانٌ الإثمَ، كأنَّه جمعه. يُنظَر: ((الصحاح)) للجوهري (1/ 114). أنْ آنَسْتَ الظَّالمَ، وسَهَّلْتَ له طريقَ الغَيِّ بدُنُوِّك حينَ أُدنيتَ، وإجابتِك حينَ دُعِيتَ، فما أخلَقَك أن تبوءَ بإثمِك غدًا مع الجُرمةِ! وأن تُسأَلَ عمَّا أرَدْتَ بإغضائِك عن ظُلمِ الظَّلمةِ، إنَّك أخَذْتَ ما ليس لمن أعطاك، ودنوتَ ممَّن لا يَرُدُّ على أحَدٍ حقًّا، ولا تَرَك باطلًا حينَ أدناك، وأجَبْتَ مَن أراد التَّدليسَ بدعائِه إيَّاك حين دعاك، جعلوك قُطبًا تدورُ رَحى باطِلِهم عليك، وجِسرًا يَعبُرون بك إلى بلائِهم، وسُلَّمًا إلى ضلالتِهم، وداعيًا إلى غَيِّهم، سالِكًا سبيلَهم، يُدخِلون بك الشَّكَّ على العُلَماءِ، ويقتادون بك قُلوبَ الجُهَّالِ إليهم، فلم تَبلُغْ أخَصَّ وُزَرائِهم، ولا أقوى أعوانِهم لهم، إلَّا دوَن ما بلَغْتَ من إصلاحِ فسادِهم، واختلافِ الخاصَّةِ والعامَّةِ إليهم، فما أيسَرَ ما عَمَّروا لك في جَنبِ ما خَرَّبوا عليك! وما أقَلَّ ما أعطَوك في كثيرِ ما أخَذوا منك! فانظُرْ لنفسِك؛ فإنَّه لا ينظُرُ لها غيرُك، وحاسِبْها حِسابَ رَجُلٍ مَسؤولٍ) [6597] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (3/ 247). .
- وعن حُذَيفةَ المرعَشيِّ كَتَب إلي يوسُفَ بنِ أسباطٍ: (واعلَمْ يا أخي أنَّه ممَّا وُصِف به مُنافِقو هذه الأمَّةِ أنَّهم خالطوا أهلَ الدُّنيا بأبدانِهم، وطابقوهم عليها بأهوائِهم، وخضَعوا لما طمِعوا من نائِلِهم، فسكَتوا عمَّا سمِعوا من باطِلِها، وفَرِحوا بما رأوا من زينتِها، وداهنَ بعضُهم بعضًا في القولِ والفعلِ، وتركوا باطِنَ العَمَلِ بالتَّصحيحِ، فحَرَمهم اللَّهُ تعالى بذلك الثَّمَنَ الرَّبيحَ، واعلَمْ يا أخي أنَّه لا يجزي من العَمَلِ القَولُ، ولا من البَذلِ العِدَةُ، ولا من التَّوَقِّي التَّلاؤُمُ؛ فقد صِرْنا في زمانٍ هذه صفةُ أهلِه، فمَن كان كذلك فقد تعَرَّض للمهالِكِ، وصَدَّ عن سواءِ السَّبيلِ، وفَّقنا اللَّهُ وإيَّاك لما يحِبُّ، والسَّلامُ) [6598] ((الزهد)) لابن أبي الدنيا (ص: 176). .
-وقال أبو عبدِ الرَّحمنِ العُمَريُّ: (من غَفلتِك عن نفسِك إعراضُك عن اللَّهِ بأن ترى ما يُسخِطُه فتجاوِزَه، ولا تأمُرُ ولا تنهى خوفًا ممَّن لا يملِكُ ضَرًّا ولا نفعًا) [6599] ((صفة الصفوة)) لابن الجوزي (1/398). .
- وقال أيضًا: (مَن تَرَك الأمرَ بالمعروفِ والنَّهيَ عن المُنكَرِ من مخافةِ المخلوقينَ، نُزِعَت منه هيبةُ اللَّهِ تعالى، فلو أمَرَ بعضَ وَلَدِه أو بعضَ مواليه لاستخَفَّ به) [6600] ((صفة الصفوة)) لابن الجوزي (1/398). .

انظر أيضا: