موسوعة الأخلاق والسلوك

ج - مِن أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ


- قال أبو جَعفرٍ مُحَمَّدُ بنُ عليٍّ الباقِرُ لابنِه: (يا بُنَيَّ، إيَّاك والكَسَلَ والضَّجَرَ؛ فإنَّهما مِفتاحُ كُلِّ شَرٍّ، إنَّك إن كسِلتَ لم تُؤدِّ حَقًّا، وإن ضَجِرتَ لم تَصبِرْ على حَقٍّ) [6240] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (3/ 183). .
- وقال سُفيانُ الثَّوريُّ: (مَن لعِبَ بعُمرِه ضَيَّعَ أيَّامَ حَرثِه، ومَن ضَيَّعَ أيَّامَ حَرثِه نَدِمَ أيَّامَ حَصادِه) [6241] ((حفظ العمر)) لابن الجوزي (ص: 65). .
- وعن مُحَمَّدِ بنِ يوسُفَ، قال: (كان سُفيانُ الثَّوريُّ يُقيمُنا باللَّيلِ يقولُ: قوموا يا شَبابَ، صَلُّوا ما دُمتُم شَبابًا) [6242] ((الجرح والتعديل)) لابن أبي حاتم (1/ 96). .
- وعن مُحَمَّدِ بنِ جُحادةَ، عن وهبِ بنِ مُنَبِّهٍ قال: (من يتَعَبَّدْ يزدَدْ قوَّةً، ومَن يَكسَلْ يزدَدْ فَترةً) [6243] ((الزهد)) لأحمد بن حنبل (2191)، ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (4/ 58). .
- قال أبو جَعفرِ بنُ موسى التَّمَّارُ: (كان أبو عُثمانَ الحَدَّادُ كثيرًا ما يقولُ: ما لطالِبِ العِلمِ ومُلاءَمةِ المَضاجِعِ؟!) [6244] ((رياض النفوس في طبقات علماء القيروان وإفريقية)) لأبي بك المالكي (2/ 105، 106). .
- وقال أبو حاتِمِ ابنُ حِبَّانَ: (سَبَبُ النَّجاحِ تَركُ التَّواني، ودَواعي الحِرمانِ الكَسَلُ؛ لأنَّ الكَسَلَ عَدوُّ المُروءةِ، وعَذابٌ على المَرءِ، ومِن التَّواني والعَجزِ أُنتِجَت الهَلكةُ، وكما أنَّ الأناةَ بَعدَ الفُرصةِ أعظَمُ الخَطَأِ، كذلك العَجَلةُ قَبلَ الإمكانِ نَفسُ الخَطَأِ، والرَّشيدُ مَن رَشَدَ عن العَجَلةِ، والخائِبُ مَن خابَ عن الأناةِ، والعَجِلُ مُخطِئٌ أبَدًا، كما أنَّ المُتثبِّتَ مُصيبٌ أبَدًا) [6245] ((روضة العقلاء)) (1/218). .
- وقال الصَّاحِبُ الطَّالِقانيُّ: (إنَّ الرَّاحةَ حَيثُ تَعِبَ الكِرامُ أودَعُ، لكِنَّها أوضَعُ، والقُعودَ حَيثُ قامَ الكِرامُ أسهَلُ، لكِنَّه أسفَلُ) [6246] ((سير أعلام النبلاء)) للذهبي (16/513). .
 - وقال الرَّاغِبُ: (مَن تَعوَّد الكَسَلَ ومالَ إلى الرَّاحةِ فقَدَ الرَّاحةَ،... وقد قيل: إن أرَدتَ ألَّا تَتعَبَ فاتَّعَبْ لئَلَّا تَتعَبَ) [6247] ((الذريعة إلى مكارم الشريعة)) (ص: 269). .
- وقال الزَّمَخشَريُّ: (الخَيبةُ نَتيجةُ مُقدِّمَتَينِ: الكَسَلِ والفشَلِ، وثَمَرةُ شَجرتَينِ: الضَّجَرِ والمَللِ. والكَسَلُ بابُ الخَصاصةِ) [6248] يُنظَر: ((ربيع الأبرار)) (3/ 401). .
- وقال ابنُ الجَوزيِّ: (الأيَّامُ صَحائِفُ الأعمارِ فخَلِّدوها، أحسَنُ الأعمالِ الفُرَصُ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ. والتَّواني مِن أخلاقِ الخَوالِفِ، مَن استوطَأ مَركَبَ العَجزِ عَثَرَ به. تَزَوَّجَ التَّواني بالكَسَلِ فوُلِدَ بَينَهما الخُسرانُ) [6249] ((المدهش)) (ص: 369). .
وقال ابنُ الجَوزيِّ أيضًا: (اعلَمْ أنَّك في مَيدانِ سِباقٍ، والأوقاتُ تُنتَهبُ، ولا تَخلُدْ إلى كسَلٍ؛ فما فاتَ مَن فاتَ إلَّا بالكَسَلِ، ولا نال مَن نال إلَّا بالجِدِّ والعَزمِ، وإنَّ الهمَّةَ لتَغلي في القُلوبِ غَلَيانَ ما في القُدورِ) [6250] ((صيد الخاطر)) (ص: 175). .
وقال: (الكَسَلُ عن الفضائِلِ بئسَ الرَّفيقُ، وحُبُّ الرَّاحةِ يورِثُ مِن النَّدَمِ ما يربو على كُلِّ لذَّةٍ؛ فانتَبِهْ واتعَبْ لنَفسِك) [6251] ((صيد الخاطر)) (ص: 500). .
وقال: (أيُّ عَيشٍ لِمَن ساكَنَ الكَسَلَ إذا رَأى أقرانَه قد بَرَزوا في العِلمِ وهو جاهلٌ، أو استَغنوا بالتِّجارةِ وهو فقيرٌ؟! فهَل يبقى للالتِذاذِ بالكَسَلِ والرَّاحةِ مَعنًى؟!) [6252] ((صيد الخاطر)) (ص: 314). .
وقال: (مَن تبصَّر تَصبَّر. الحَزمُ مَطيَّةُ النُّجحِ. الطَّمَعُ مركَبُ التَّلَفِ. التَّواني أبو الفَقرِ. البَطالةُ أمُّ الخُسرانِ. التَّفريطُ أخو النَّدَمِ. الكَسَلُ ابنُ عَمِّ الحَسرةِ. ما يحصُلُ بَردُ العَيشِ إلَّا بحرِّ التَّعَبِ. ما العِزُّ إلَّا تَحتَ ثَوبِ الكَدِّ. على قَدرِ الاجتِهادِ تَعلو الرُّتَبُ) [6253] ((المدهش)) (ص: 175). .
وقال: (كيف تَقَرُّ عَينُ مَطرودٍ عن الصَّلاحِ، كيف يضحَكُ سِنُّ مَردودٍ عن الفلاحِ، كيف يُسَرُّ من يُصِرُّ على الأفعالِ القِباحِ، كيف لا يبكي مَن قد فاتَه جَزيلُ الأرباحِ؟! النَّوحُ أحَقُّ بك مِن السُّرورِ يا مَغرورُ، والحُزنُ أجدَرُ بك مِن جَميعِ الأُمورِ، والجِدُّ أَولى بك مِن التَّواني والفُتورِ، كيف يُسَرُّ مَن تابَ ثُمَّ عادَ، كيف يفرَحُ بالسَّلامةِ مَن آثامُه في ازديادٍ؟!) [6254] ((التبصرة)) (2/ 109). .
وقال: (أهَمُّ الكُلِّ أن يحتَرِزَ بأخذِ العُدَّةِ، وتَحقيقِ التَّوبةِ، قَبل أن يهجُمَ عليه ما لا يُؤمَنُ هُجومُه، وليَحذَرْ مِن لصِّ الكَسَلِ؛ فإنَّه مُحتالٌ على سَرِقةِ الزَّمانِ) [6255] ((صيد الخاطر)) (ص: 384). .
وقال: (فانتَبِهْ يا بُنَيَّ لنَفسِك، واندَمْ على ما مَضى مِن تَفريطِك، واجتَهِدْ في لَحاقِ الكامِلينَ ما دامَ في الوقتِ سَعةٌ، واسقِ غُصنَك ما دامت فيه رُطوبةٌ، واذكُرْ ساعَتَك التي ضاعَت، فكفى بها عِظةً، ذَهَبَت لذَّةُ الكَسَلِ فيها، وفاتَت مَراتِبُ الفضائِلِ) [6256] ((صيد الخاطر)) (ص: 504). .
- وقال ابنُ القَيِّمِ: (إذا جَنَّ اللَّيلُ وقَعَ الحَربُ بَينَ النَّومِ والسَّهَرِ، فكان الشَّوقُ والخَوفُ في مُقدِّمةِ عَسكرِ اليقَظةِ، وصارَ الكَسَلُ والتَّواني في كتيبةِ الغَفلةِ، فإذا حَمل الغَريمُ حَملةً صادِقةً هزَمَ جُنودَ الفُتورِ والنَّومِ، فحَصَل الظَّفَرُ والغَنيمةُ، فما يَطلُعُ الفجرُ إلَّا وقد قُسِّمَت السُّهمانُ، وما عِندَ النَّائِمينَ خَبَرٌ!) [6257] ((بدائع الفوائد)) (3/232). .
 وقال أيضًا: (مَن رَكِبَ ظَهرَ التَّفريطِ والتَّواني والكَسَلِ نَزَل بدارِ الحَسرةِ والنَّدامةِ... مَن أدلجَ في غَياهِبِ اللَّيلِ على نَجائِبِ الصَّبرِ صَبَّحَ مَنزِلَ السُّرورِ، ومَن نامَ على فِراشِ الكَسَلِ أصبَحَ مُلقًى بوادي الأسَفِ، الجِدُّ كُلُّه حَرَكةٌ والكَسَلُ كُلُّه سُكونٌ، فُتورُك عن السَّعيِ في طَلَبِ الفضائِلِ دَليلٌ على تَأنيثِ العَزمِ) [6258] ((بدائع الفوائد)) (3/ 224). .
وقال ابنُ القَيِّمِ أيضًا: (الكُسالى أكثَرُ النَّاسِ همًّا وغَمًّا وحُزنًا، ليس لهم فرَحٌ ولا سُرورٌ، بخِلافِ أربابِ النَّشاطِ والجِدِّ في العَمَلِ أيَّ عَمَلٍ كان؛ فإن كان النَّشاطُ في عَمَلٍ هم عالِمونَ بحُسنِ عَواقِبِه وحَلاوةِ غايتِه كان التِذاذُهم بحُبِّه ونَشاطُهم فيه أقوى) [6259] ((روضة المحبين)) (ص: 168). .
وقال أيضًا: (إنَّ المُقبِلَ على اللهِ المُطيعَ له يسيرُ بجُملةِ أعمالِه، وكُلَّما زادَت طاعاتُه وأعمالُه ازدادَ كسبُه بها وعَظُم، وهو بمَنزِلةِ مَن سافرَ فكسَبَ عَشَرةَ أضعافِ رَأسِ مالِه، فسافرَ ثانيًا برَأسِ مالِه الأوَّلِ وكَسبِه، فكسَبَ عَشَرةَ أضعافِه أيضًا، فسافرَ ثالثًا أيضًا بهذا المالِ كُلِّه، وكان رِبحُه كذلك، وهَلُمَّ جَرًّا، فإذا فتَرَ عن السَّفَرِ في آخِرِ أمرِه مَرَّةً واحِدةً، فاتَه مِن الرِّبحِ بقَدرِ جَميعِ ما رِبحَ أو أكثَرَ منه!) [6260] ((مدارج السالكين)) (1/305). .
- وقال أحمد شوقي: (الكَسَلُ فالِجُ [6261] الفالج: داءٌ معروفٌ يُرخي بعضَ البدَنِ. يُنظَر: ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (3/ 469). النَّفسِ) [6262] ((أسواق الذهب)) (ص: 128). .
- وقال أيضًا: (المُقعَدُ خَيرٌ مِن القاعِدِ، والكَسيحُ خَيرٌ مِن الكَسلانِ) [6263] ((أسواق الذهب)) (ص: 139). .

انظر أيضا: