موسوعة الأخلاق والسلوك

تاسعًا: أخطاءٌ شائِعةٌ حولَ البَشاشةِ


1- الإكثارُ مِن المُزاحِ والضَّحكِ والانبِساطِ إلى حدٍّ يُذهِبُ الوَقارَ، ويُسقِطُ الهَيبةَ، وهذا مِن الأخطاءِ؛ يقولُ ابنُ حَجَرٍ في حديثِه عن الضَّحكِ: (والمكروهُ مِن ذلك إنَّما هو الإكثارُ منه، أو الإفراطُ فيه؛ لأنَّه يُذهِبُ الوَقارَ) [1354] ((فتح الباري)) (3/821). .
2- الاعتِقادُ أنَّ البَشاشةَ وطَلاقةَ الوَجهِ تتَنافى معَ الجِدِّيَّةِ، وهذا اعتِقادٌ خَطأٌ؛ فقد كان سيِّدُ الخَلقِ وأكمَلُهم صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دائِمَ البَشاشةِ والبِشرِ.
يقولُ ابنُ القيِّمِ: (فليس الثُّقَلاءُ بخَواصِّ الأولياءِ، وما ثقُل أحدٌ على قُلوبِ الصَّادِقينَ المُخلِصينَ إلَّا مِن آفةٍ هناك، وإلَّا فهذه الطَّريقُ تكسو العبدَ حلاوةً ولَطافةً وظَرْفًا) [1355] ((مدارج السالكين)) (3/ 171). .
3- الاعتِقادُ أنَّ البَشاشةَ تتَنافى معَ العِلمِ، وتتَعارَضُ معَ الإقبالِ على العِبادةِ، أو أنَّ التَّبسُّمَ في وُجوهِ النَّاسِ يَنقُصُ مِن القَدرِ، ويحُطُّ مِن المنزلةِ، وهذا اعتِقادٌ خطأٌ.
يقول أبو حامِدٍ الغَزاليُّ في ذمِّ الكِبرِ: (وأدنى ذلك في العالِمِ أن يُصعِّرَ خدَّه للنَّاسِ كأنَّه مُعرِضٌ عنهم، وفي العابِدِ أن يُعَبِّسَ وَجهَه، ويُقطِّبَ جبينَه كأنَّه مُنزَّهٌ عن النَّاسِ، مُستقذِرٌ لهم، أو غَضبانُ عليهم، وليس يعلَمُ المِسكينُ أنَّ الوَرعَ ليس في الجَبهةِ حتَّى تُقطَّبَ، ولا في الوَجهِ حتَّى يَعبِسَ، ولا في الخدِّ حتَّى يُصعَّرَ، ولا في الرَّقبةِ حتَّى تُطأطَأَ، ولا في الذَّيلِ حتَّى يُضمَّ، إنَّما الوَرعُ في القُلوبِ!) [1356] ((إحياء علوم الدين)) (3/351)

انظر أيضا: