موسوعة الأخلاق والسلوك

خامسًا: مظاهِرُ وصُورُ البَشاشةِ


1- إظهارُ السُّرورِ برُؤيةِ الغَيرِ، وطَلاقةُ الوَجهِ، واللُّطفُ في اللِّقاءِ، وحُسنُ المُقابَلةِ.
2- البَشاشةُ عندَ إلقاءِ التَّحيَّةِ على الآخَرينَ، وعندَ الرَّدِّ عليها؛ قال تعالى: وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا [النساء: 86] .
قال السَّعديُّ: (التَّحيَّةُ هي: اللَّفظُ الصَّادِرُ مِن أحدِ المُتلاقِيَينِ على وَجهِ الإكرامِ والدُّعاءِ، وما يقترِنُ بذلك اللَّفظِ مِن البَشاشةِ ونَحوِها، وأعلى أنواعِ التَّحيَّةِ ما ورَد به الشَّرعُ مِن السَّلامِ ابتِداءً وردًّا، فأمَر تعالى المُؤمِنينَ أنَّهم إذا حُيُّوا بأيِّ تحيَّةٍ كانت أن يرُدُّوها بأحسَنَ منها لفظًا وبَشاشةً، أو مِثلِها في ذلك) [1321] ((تيسير الكريم الرحمن)) (ص: 191) .
3- البَشاشةُ في المُعامَلةِ بَينَ النَّاسِ، خاصَّةً في المُعامَلةِ التي قد تُسبِّبُ حَرجًا للإنسانِ، كالقَرضِ مَثلًا، فإن كان بطِيبِ نَفسٍ وحُسنِ قَولٍ بعَث البَشاشةَ في وَجهِ المُستقرِضِ؛ قال تعالى: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [البقرة: 245] .
قال الطَّاهِرُ بنُ عاشورٍ: (القَرضُ الحَسنُ: هو القَرضُ المُستكمِلُ محاسِنَ نوعِه؛ مِن كونِه عن طِيبِ نَفسٍ، وبشاشةٍ في وَجهِ المُستقرِضِ، وخُلوٍّ عن كُلِّ ما يُعَرِّضُ بالمِنَّةِ أو بتضييقِ أجَلِ القضاءِ) [1322] ((التحرير والتنوير)) للطاهر بن عاشور (27/377). .
4- البَشاشةُ في لِقاءِ الوالِدَينِ؛ فقد أمَر اللهُ سبحانَه ببرِّهما والإحسانِ إليهما، ولا شكَّ أن مُقابَلتَهما بوَجهٍ بَشوشٍ مِن البِرِّ بهما والإحسانِ إليهما؛ قال تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا [الأحقاف: 15] ، (أي: وصَّيناه وأمرْناه أن يُحسِنَ إليهما إحسانًا في الحياةِ وبَعدَ المماتِ؛ بالحُنوِّ عليهما، وبرِّهما، والإنفاقِ عليهما عندَ الحاجةِ، والبَشاشةِ عندَ لِقائِهما) [1323] ((التفسير المنير)) للزحيلي (26/32). .
5- البَشاشةُ التي يراها المُؤمِنُ في وَجهِ أخيه المُؤمِنِ عندَ مُلاقاتِه، وهي الحالُ التي  ينبغي أن يكونَ عليها المُؤمِنونَ فيما بَينَهم.
قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ [المائدة: 54] .
قال ابنُ كَثيرٍ: (وهذه صفةُ المُؤمِنينَ؛ أن يكونَ أحدُهم شديدًا عَنيفًا على الكُفَّارِ، رحيمًا بَرًّا بالأخيارِ، غَضوبًا عَبوسًا في وَجهِ الكافِرِ، ضَحوكًا بَشوشًا في وَجهِ أخيه المُؤمِنِ) [1324] ((تفسير القرآن العظيم)) (7/360). .
6- البَشاشةُ في الأعيادِ؛ فإنَّها مَحلُّ إظهارِ البَشاشةِ والفرحِ والسُّرورِ، فمِن آدابِ العيدِ: إظهارُ البَشاشةِ والسُّرورِ فيه أمامَ الأهلِ والأقارِبِ والأصدِقاءِ [1325] يُنظر: ((الدر المختار)) لابن عابدين (2/169)، ((الموسوعة الفقهية الكويتية)) (2/169). .
7- البَشاشةُ عندَ توجيهِ النَّصيحةِ؛ فإنَّ البَشاشةَ مَدعاةٌ لقَبولِ النُّصحِ.
8- عَدمُ الضَّجَرِ أو العُبوسِ.

انظر أيضا: