موسوعة الأخلاق والسلوك

 أ- من القُرآنِ الكريمِ


1- قال تعالى موصيًا بالجارِ ومُنَوِّهًا بحقوقِه، ولا ريبَ أنَّ كَفَّ الإساءةِ منها: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا [النساء: 36] .
قال القُرطبيُّ: (أمَّا الجارُ فقد أمر اللهُ تعالى بحِفظِه والقيامِ بحَقِّه والوَصاةِ برعي ذمَّتِه في كتابِه وعلى لسانِ نبيِّه؛ ألا تراه سُبحانه أكَّد ذِكْرَه بعدَ الوالِدَينِ والأقرَبينَ، فقال تعالى: وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى أي: القريبِ. وَالْجَارِ الْجُنُبِ أي: الغريبِ، قاله ابنُ عبَّاسٍ، وكذلك هو في اللُّغةِ. ومنه: فلانٌ أجنبيٌّ، وكذلك الجَنابةُ: البُعدُ) [3992] ((الجامع لأحكام القرآن)) (5/183). .
2- وقال تعالى في الزَّجرِ عن البُخلِ على الجارِ بالأشياءِ اليسيرةِ، وأنَّ ذلك ليس من صفاتِ المُؤمِنين: وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ [الماعون: 7] .
قال السَّعديُّ: (وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ أي: يمنَعون إعطاءَ الشَّيءِ الذي لا يَضُرُّ إعطاؤُه على وَجهِ العاريَّةِ أو الهبةِ، كالإناءِ، والدَّلوِ، والفأسِ، ونحوِ ذلك ممَّا جرت العادةُ ببَذلِه والسَّماحةِ به) [3993] ((تيسير الكريم الرحمن)) (ص: 935). .
وقال الرَّازيُّ: (من ذلك أن يلتَمِسَ جارُك أن يخبِزَ في تنُّورِك، أو يضَعَ متاعَه عِندَك يومًا أو نِصفَ يومٍ، وأصحابُ هذا القولِ قالوا: الماعونُ فاعولٌ من المَعْنِ، وهو الشَّيءُ القليلُ... وسُمِّيت الزَّكاةُ ماعونًا؛ لأنَّه يؤخَذُ من المالِ رُبعُ العُشرِ، فهو قليلٌ من كثيرٍ، ويُسَمَّى ما يُستعارُ في العُرفِ كالفأسِ والشَّفرةِ ماعونًا، وعلى هذا التَّقديرِ يكونُ معنى الآيةِ الزَّجرَ عن البُخلِ بهذه الأشياءِ القليلةِ؛ فإنَّ البُخلَ بها يكونُ في نهايةِ الدَّناءةِ والرَّكاكةِ، والمُنافِقون كانوا كذلك) [3994] ((مفاتيح الغيب)) (32/305). .

انظر أيضا: