موسوعة الأخلاق والسلوك

تاسعًا: أخطاءٌ شائِعةٌ


من الأخطاءِ الشَّائعةِ انتِشارُ السُّخْريَّةِ والاستِهْزاءِ تحتَ مُسَمَّياتٍ كثيرةٍ، وقد أصبحت من وسائِلِ التَّعبيرِ المنتَشِرةِ، وتجاوَزَ الأمرُ السُّخْريَّةَ والاستِهْزاءَ بالأشخاصِ إلى السُّخْريَّةِ والاستِهْزاءِ بالدِّينِ وتعاليمِه وحَمَلتِه من العُلَماءِ وطَلَبةِ العِلمِ والدُّعاةِ والمتمَسِّكين به، حتَّى وصل الأمرُ إلى التَّطاوُلِ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بدعوى حُرِّيَّةِ الرَّأيِ والتَّعبيرِ!
وقد قال اللهُ تعالى مدافِعًا عن نبيِّه: إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ [الحجر: 95] (وهذا وعدٌ من اللهِ لرَسولِه ألَّا يَضُرَّه المُستَهزِئون، وأن يكفيَه اللهُ إيَّاهم بما شاء من أنواعِ العُقوبةِ. وقد فعل تعالى؛ فإنَّه ما تظاهَرَ أحدٌ بالاستِهْزاءِ برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وبما جاء به إلَّا أهلَكه اللهُ، وقَتَله شَرَّ قِتلةٍ) [3839] ((تيسير الكريم الرحمن)) (ص: 435). .
وقال تعالى: وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ [الأنعام: 10] (يقولُ تعالى ذِكْرُه لنبيِّه محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُسَلِّيًا عنه بوعيدِه المُستهزِئين به عقوبةَ ما يلقى منهم من أذى الاستِهْزاءِ به والاستخفافِ في ذاتِ اللهِ: هَوِّنْ عليك -يا محمَّدُ- ما أنت لاقٍ من هؤلاء المستَهزِئين بك المُستخفِّين بحَقِّك فيَّ وفي طاعتي، وامضِ لِما أمَرْتُك به من الدُّعاءِ إلى توحيدي والإقرارِ بي والإذعانِ لطاعتي؛ فإنَّهم إن تمادَوا في غَيِّهم وأصرُّوا على المُقامِ على كُفرِهم، نَسلُكْ بهم سبيلَ أسلافِهم من سائِرِ الأمَمِ غيرِهم من تعجيلِ النِّقمةِ لهم، وحُلولِ المَثُلاثِ بهم؛ فقد استهزأَتْ أُمَمٌ مِن قَبلِك برُسُلٍ أرسَلْتُهم إليهم بمِثلِ الذي أرسَلْتُك به إلى قومِك، وفَعَلوا مِثلَ فِعلِ قَومِك بك، فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ، يعني بقَولِه: فَحَاقَ فنَزَل وأحاط بالذين هَزِئوا برُسُلِهم مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ يقولُ: العذابُ الذي كانوا يَهزَؤون به ويُنكِرون أن يكونَ واقعًا بهم على ما أنذَرَتْهم رُسُلُهم) [3840] ((جامع البيان)) للطبري (9/ 165). .

انظر أيضا: