موسوعة الأخلاق والسلوك

ثانيًا: الفَرْقُ بَيْنَ الاستِهْزاءِ والسُّخْريَّةِ وبعضِ الصِّفاتِ


الفَرْقُ بَيْنَ الاستِهْزاءِ والسُّخْريَّةِ:
(أنَّ الإنسانَ يُستهزَأُ به من غيرِ أن يَسبِقَ منه فِعلٌ يُستهزَأُ به من أجْلِه.
والسُّخْرُ: يدُلُّ على فِعلٍ يَسبِقُ من المسخورِ منه، والعبارةُ من اللَّفظينِ تدُلُّ عن صِحَّةِ ما قُلْناه؛ وذلك أنَّك تقولُ: استهزَأْتُ به، فتُعَدِّي الفِعلَ منك بالباءِ، والباءُ للإلصاقِ، كأنَّك ألصَقْتَ به استِهزاءً من غيرِ أن يدُلَّ على شيءٍ وقع الاستِهْزاءُ من أجلِه، وتقولُ: سَخِرتُ منه، فيقتضي ذلك مَن وَقَع السُّخرُ من أجلِه، كما تقولُ: تعجَّبْتُ منه، فيدُلُّ ذلك على فِعلٍ وَقَع التَّعجُّبُ من أجْلِه) [3777] ((الفروق)) لأبي هلال العسكري (ص: 50). .
الفَرْقُ بَيْنَ السُّخْريَّةِ واللَّعِبِ:
(أنَّ في السُّخْريَّةِ خَديعةً واستِنقاصًا لِمن يُسخَرُ به، ولا يكونُ إلَّا بذي حياةٍ.
وأمَّا اللَّعِبُ فقد يكونُ بجَمادٍ؛ ولذلك أسند سُبحانَه السُّخْريَّةَ إلى الكُفَّارِ بالنِّسبةِ إلى الأنبياءِ، كقَولِه سُبحانَه: وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ [هود: 38] ) [3778] ((الفروق)) لأبي هلال العسكري (ص: 275). .
الفَرْقُ بَيْنَ المُزاحِ والاستِهْزاءِ:
(أنَّ المُزاحَ لا يقتضي تحقيرَ من يمازِحُه ولا اعتقادَ ذلك؛ ألا ترى أنَّ التَّابعَ يمازِحُ المتبوعَ من الرُّؤَساءِ والملوكِ، ولا يقتضي ذلك تحقيرَهم ولا اعتقادَ تحقيرِهم، ولكِنْ يقتضي الاستئناسَ بهم. والاستِهْزاءُ: يقتضي تحقيرَ المُستهزَأِ به واعتقادَ تحقيرِه) [3779] ((الفروق)) لأبي هلال العسكري (ص: 493). .
الفَرْقُ بَيْنَ التَّهكُّمِ والاستِهْزاءِ:
التَّهكُّمُ هو ازدراءُ الغَيرِ، والمُقتضي له بغضُ المُتهَكَّمِ به من غيرِ وجودِ سَبَبٍ، أمَّا الاستِهْزاءُ فإنَّه يحتَمِلُ وجودَ السَّبَبِ؛ فالتَّهكُّمُ يكونُ من المتعالي وبدونِ أن يكونَ في المتهَكَّمِ به ما يدعو للتَّهكُّمِ، وإنَّما فعَلَه مِن قبيلِ الاستعلاءِ [3780] ((موسوعة التفسير الموضوعي)) (3/189). .
الفَرْقُ بَيْنَ الازدِراءِ والاستِهْزاءِ:
الازدِراءُ: هو الاستهانةُ والاحتقارُ والاستخفافُ، يُعَدَّى بدونِ حَرفٍ، ويقَعُ من الأعلى على الأدنى، بينما الاستِهْزاءُ يُعَدَّى بحَرفٍ، ويكونُ من المماثِلِ أو من الأدنى إلى الأعلى [3781] ((موسوعة التفسير الموضوعي)) (3/188). .

انظر أيضا: