موسوعة الأخلاق والسلوك

تاسعًا: مَسائِلُ مُتفَرِّقةٌ


مَن يُظهِرُ الانخِداعَ مع التَّفطُّنِ للحيلةِ:
انخِداعُ الشَّخصِ للمُخادِعِ يُعَدُّ مِن البَلَهِ، إلَّا إذا كان المخدوعُ مُتفَطِّنًا للحيلةِ التي حيكَت ضِدَّه؛ ففي هذه الحالةِ يُعَدُّ الانخداعُ من الكَرَمِ؛ قال ابنُ عاشورٍ: (وإمَّا إظهارُ الانخداعِ مع التَّفطُّنِ للحيلةِ إذا كانت غيرَ مُضِرَّةٍ، فذلك من الكَرَمِ والحِلمِ؛ قال الفَرَزدَقُ:
استَمْطِروا [3014] استَمطِروا: أي: سَلُوه أن يعطيَ كالمطَرِ. يُنظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (5/ 179). من قُرَيشٍ كُلَّ مُنخَدِعٍ
إنَّ الكريمَ إذا خادَعْتَه انخَدَعا) [3015] يُنظَر: ((التحرير والتنوير)) (1/275). .
وقال المُناويُّ: (إذا رأيتَ مَن يخدَعُك، وعَلِمتَ أنَّه مخادِعٌ، فمِن مكارِمِ الأخلاقِ أن تنخَدِعَ له، ولا تُفهِمَه أنَّك عرَفْتَ خِداعَه؛ فإنَّك إذا فعَلْتَ ذلك فقد وَفَّيتَ الأمرَ حَقَّه؛ لأنَّك إنَّما عامَلْتَ الصِّفةَ التي ظهَر لك فيها، والإنسانُ إنَّما يعامِلُ النَّاسَ لصِفاتِهم لا لأعيانِهم؛ ألا تراه لو كان صادِقًا مخادِعًا، فعامَله بما ظهَر منه، وهو يَسعَدُ بصِدقِه ويَشقى بخِداعِه، فلا تَفضَحْه بخِداعِه، وتجاهَلْ، وتَصَنَّعْ له باللَّونِ الذي أراده منك، وادْعُ له وارحَمْه) [3016] ((فيض القدير)) (6/330). .
أقبَحُ ما يكونُ الخِداعُ:
- (قالوا: عَشرُ خِصالٍ في عَشَرةِ أصنافٍ من النَّاسِ أقبَحُ منها في غَيرِهم: الضِّيقُ في المُلوكِ، والغَدرُ في الأشرافِ، والكَذِبُ في القُضاةِ، والخديعةُ في العُلَماءِ، والغَضَبُ في الأبرارِ، والحِرصُ في الأغنياءِ، والسَّفَهُ في الشُّيوخِ، والمَرَضُ في الأطبَّاءِ، والزَّهْوُ في الفُقَراءِ، والفَخرُ في القُرَّاءِ) [3017] ((البيان والتبيين)) للجاحظ (3/ 165)، ((محاضرات الأدباء)) للراغب (2/ 749). .

انظر أيضا: