موسوعة الأخلاق والسلوك

خامِسًا: أقسامُ الخِداعِ


ينقَسِمُ الخِداعُ إلى قِسمَينِ: خِداعٌ محمودٌ، وخِداعٌ مذمومٌ؛ يقولُ ابنُ القَيِّمِ: الخِداعُ (ينقَسِمُ إلى محمودٍ ومذمومٍ؛ فإن كان بحَقٍّ فهو محمودٌ، وإن كان بباطِلٍ فهو مذمومٌ.
ومن النَّوعِ المحمودِ: قولُه صلَّى اللَّهُ تعالى عليه وآلِه وسلَّم: ((الحَرْبُ خَدْعةٌ)) [3004] رواه البخاري (3030)، ومسلم (1739) من حديثِ جابرِ بنِ عبدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنهما. ...
ومن النَّوعِ المذمومِ: قَولُه في حديثِ عِياضِ بنِ حِمارٍ، الذي رواه مُسلِمٌ في صحيحِه: ((وأهلُ النَّارِ خَمسةٌ... ورجُلٌ لا يُصبِحُ ولا يُمسي إلَّا وهو يخادِعُك عن أهلِك ومالِك)) [3005] رواه مسلم (2865). ، وقولُه تعالى: يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ [البقرة: 9] . وقَولُه تعالى: وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ [الأنفال: 62] .
ومِن النَّوعِ المحمودِ: خِداعُ كَعبِ بنِ الأشرَفِ وأبي رافِعٍ، عَدُوَّيْ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ تعالى عليه وآلِه وسَلَّم، حتَّى قُتِلا، وقَتْلُ خالِدِ بنِ سُفيانَ الهُذَليِّ.
ومن أحسَنِ ذلك: خديعةُ مَعبَدِ بنِ أبى مَعبَدٍ الخُزاعيِّ لأبي سُفيانَ وعَسكَرِ المُشرِكين حينَ همُّوا بالرُّجوعِ ليَستأصِلوا المُسلِمين، وردُّهم مِن فَورِهم.
ومِن ذلك: خديعةُ نُعَيمِ بنِ مَسعودٍ الأشجعيِّ ليهودِ بني قُرَيظةَ، ولكُفَّارِ قُرَيشٍ والأحزابِ، حتَّى ألقى الخُلْفَ بَيْنَهم، وكان سَبَبَ تفَرُّقِهم ورجوعِهم. ونظائِرُ ذلك كثيرةٌ) [3006] ((إغاثة اللهفان)) (1/386). .

انظر أيضا: