موسوعة الأخلاق والسلوك

سابعًا: الوسائِلُ المُعينةُ على تَركِ التَّعالُمِ


1- الإخلاصُ والمتابعةُ:
فالمرءُ إذا أخلَص دينَه للهِ تعالى، وابتغى بعَمَلِه وجهَ اللَّهِ، لا غيرُ، فإنَّه يكونُ أبعَدَ ما يكونُ عن تلك الصِّفةِ الذَّميمةِ.
و(لا يُوصَفُ العمَلُ من المُسلِمِ بالقَبولِ شَرعًا إلَّا إذا توَّفر رُكناه، وهما: الإخلاصُ والمتابعةُ؛ فالإخلاصُ أن يكونَ العَمَلُ للهِ تعالى لا نصيبَ لغيرِ اللَّهِ فيه، متمَحِّضًا من شَوبِ الإرادةِ لغيرِه.
والمتابعةُ -ويقالُ الصَّوابُ: أن يكونَ ممَّا شرَعه اللَّهُ على لسانِ رَسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وبالجُملةِ، إذا اختَلَّ رُكناه أو أحدُهما صار العمَلُ مردودًا غيرَ مقبولٍ، والأدِلَّةُ على هذا متظاهِرةٌ من الكتابِ والسُّنَّةِ) [1665] ((التعالم وأثره على الفكر والكتاب)) (ص: 95). .
(فالتَزِمِ التَّخلُّصَ من كُلِّ ما يشوبُ نيَّتَك في صِدقِ الطَّلَبِ؛ كحُبِّ الظُّهورِ والتَّفوُّقِ على الأقرانِ، وجَعْلِه سُلَّمًا لأغراضٍ وأعراضٍ؛ من جاهٍ أو مالٍ، أو تعظيمٍ أو سُمعةٍ، أو طَلَبِ محمَدةٍ، أو صَرفِ وُجوهِ النَّاسِ إليك؛ فإنَّ هذه وأمثالَها إذا شابت النِّيَّةَ أفسَدَتْها، وذهَبَت بركةُ العِلمِ؛ ولهذا يتعيَّنُ عليك أن تحميَ نيَّتَك من شَوبِ الإرادةِ لغيرِ اللَّهِ تعالى، بل وتحميَ الحِمى) [1666] ((حلية طالب العلم)) (ص: 142). .
2- الاجتهادُ في معرفةِ ماهيَّةِ العِلمِ وصِفاتِ العُلَماءِ:
قال أبو طالبٍ المكِّيُّ: (وقد قُلْنا: إنَّ خُصوصَ الجُهَّالِ يُشَبَّهون بالعُلَماءِ، فيَشتَبِهون على مجالِسيهم في الحالِ، فأعلَمُ النَّاسِ في زمانِك هذا
أ- أعرَفُهم بسيرةِ المتقَدِّمين وأعلَمُهم بطرائِقِ السَّالِفين.
ب- ثمَّ أعلَمُهم بالعِلمِ أيُّ شيءٍ هو؟
ج- وبالعالِمِ من هو من المتعَلِّمِ والمتعالِمِ؟
وهذا كالفرضِ على طالِبي العِلمِ؛ أن يعرِفوا أيُّ شيءٍ هو العِلمُ حتى يطلُبوه؛ إذ لا يَصِحُّ طَلَبُ ما لا يُعرَفُ، ثمَّ وجب عليهم من هذا أن يعرِفوا العالِمَ من هو؛ ليطلُبوا عندَه العِلمَ؛ إذ العِلمُ عَرَضٌ ولا يقومُ إلا بجِسمٍ، فلا يُوجَدُ إلَّا عندَ أهلِه) [1667] ((قوت القلوب في معاملة المحبوب)) (1/ 275). .
3- البعدُ عن شواذِّ العِلمِ وغوامِضِ المسائِلِ.
4- الدِّقَّةُ في النَّقلِ عن الأئمَّةِ، والتَّأكُّدُ من صِحَّةِ نِسبةِ الأقوالِ إليهم.
5- الحَذَرُ من أمراضِ القُلوبِ.
6- ملازَمةُ العُلَماءِ والدُّعاةِ الصَّادِقينَ.
7- التَّأنِّي في الطَّلَبِ وعَدَمُ الاستعجالِ.

انظر أيضا: