موسوعة الأخلاق والسلوك

سادسًا: أسبابُ الوُقوعِ في إفشاءِ السِّرِّ


1- رغبةُ الإنسانِ في الافتِخارِ بإظهارِ العِلمِ  بما لا يَعلَمُه غَيرُه.
2- النِّكايةُ أو التَّشهيرُ خاصَّةً عِندَ حُصولِ العَداوةِ بَينَ الأصدقاءِ أو وُقوعِ الطَّلاقِ بَينَ الزَّوجَينِ.
3- الرَّغبةُ في الاستفادةِ الماديَّةِ والمعنويَّةِ من إذاعةِ الأسرارِ.
4- إفشاءُ الأسرارِ من آفاتِ اللِّسانِ التي تحدُثُ بسَبَبِ إطلاقِ العِنانِ له.
5- ضَعفُ الوازِعِ الدِّينيِّ.
6- عدَمُ التَّحَلِّي بمكارِمِ الأخلاقِ والتَّلبُّسُ بمساوئِها. 
7- قِلَّةُ الصَّبرِ وضِيقُ الصَّدرِ فـ (إذاعةُ السِّرِّ من قِلَّةِ الصَّبرِ وضِيقِ الصَّدرِ، وتُوصَفُ به ضَعَفةُ الرِّجالِ والصِّبيانُ والنِّساءُ، والسَّبَبُ في أنَّه يصعُبُ كِتمانُ السِّرِّ هو: أنَّ للإنسانِ قوَّتَينِ؛ آخِذةٌ، ومُعطيةٌ. وكِلتاهما تتشَوَّفُ إلى الفِعلِ المختَصِّ بها، ولولا أنَّ اللهَ تعالى وكَّلَ المُعطيةَ بإظهارِ ما عِندَها لَمَا أتاك بالأخبارِ من لم تُزَوِّدْه، فصارت هذه القُوَّةُ تتشَوَّفُ إلى فِعلِها الخاصِّ بها؛ فعلى الإنسانِ أن يمسِكَها ولا يُطلِقَها إلى حيثُ ما يجِبُ إطلاقُها، ولا يخدَعَنَّك عن سِرِّك قولُ مَن قال: وأكتُمُ السِّرَّ فيه ضَربةُ العُنُقِ.
وقولُ مَن يُنشِدُك:
ويكاتِمُ الأسرارَ حتَّى كأنَّه
لَيَصونُها عن أن تَمُرَّ ببالِه
فذلك قولُ مَن يَستَنزِلُك عمَّا في قَلبِك، فإذا استَفرَغَ ما عندَك لم يَرْعَ فيه حَقَّك، فقد قيل: الصَّبْرُ على القَبضِ على الجَمرِ أيسَرُ من الصَّبرِ على كِتمانِ السِّرِّ. وما أصدَقَ من أنبَأَ عن حقيقةِ حالِه؛ حيثُ قال له صديقُه: أريدُ أن أُفشِيَ إليك سِرًّا تحفَظُه عَلَيَّ، فقال: لا أريدُ أن أوذِيَ قلبي بنَجْواك، وأجعَلَ صَدري خزانةَ شَكواك؛ فيُقلِقَني ما أقلَقَك، ويُؤَرِّقَني ما أرَّقَك، فتَبيتَ بإفشائِه مُستريحًا، ويَبيتَ قلبي بحَرِّه جريحًا) [853] ((الذريعة إلى مكارم الشريعة)) للراغب الأصفهاني (ص: 212- 213).

انظر أيضا: