موسوعة الأخلاق والسلوك

رابعًا: أنواعُ السِّرِّ وأقسامُ إفشائِه


قال الرَّاغِبُ الأصفهانيُّ: (السِّرُّ ضَربانِ:
أحَدُهما: ما يُلقي الإنسانُ من حديثٍ يُستكتَمُ، وذلك إمَّا لفظًا، كقولِك لغَيرِك: اكتُمْ ما أقولُ لك، وإمَّا حالًا، وهو أن يتحرَّى القائِلُ حالَ انفرادِه فيما يُورِدُه، أو يخفِضَ صوتَه، أو يُخفيَه عن مجالِسيه؛ ولهذا قيل: إذا حدَّثك الإنسانُ بحديثٍ فالتَفَت، فهو أمانةٌ.
والثَّاني: أن يكونَ حديثًا في نفسِك بما تَستقبِحُ إشاعتَه، أو شيئًا تريدُ فِعلَه) [843] ((الذريعة إلى مكارم الشريعة)) (ص: 212). .
ومثالُ ما تَستقبِحُ إشاعتَه: أن يكونَ أتى شيئًا من المعاصي ثمَّ ستَرَه اللهُ، فلْيَستَتِرْ بسِترِ اللهِ، وإلى الثَّاني -وهو إشاعةُ الشَّيءِ تريدُ فِعلَه- أشار من قال: (مِن وَهْنِ الأمرِ إعلانُه قَبلَ إحكامِه) [844] يُنظر: ((عيون الأخبار)) لابن قتيبة (1/98). .
ويمكِنُ أن تُقَسَّمَ الأسرارُ إلى قِسمَينِ، الأوَّلُ: أسرارٌ خاصَّةٌ، وتشمَلُ الأسرارَ الشَّخصيَّةَ الخاصَّةَ، وأسرار الغيرِ.
والقِسمُ الثَّاني: الأسرارُ العامَّةُ، وهي التي تخُصُّ الهيئاتِ والمُؤَسَّساتِ المملوكةَ للدَّولةِ، وهي أسرارٌ تحظى بالرِّعايةِ والأهميَّةِ بما يوجِبُ حِفظَها وعَدَمَ نَشْرِها [845] يُنظر: ((كتمان السر وإفشاؤه في الفقه الإسلامي)) لشريف بن أدول (ص: 27). .

انظر أيضا: