موسوعة الأخلاق والسلوك

خامِسًا: أقسامُ الوفاءِ بالعَهدِ     


ينقَسِمُ الوفاءُ بالعَهدِ باعتِبارِ الموفى له إلى قِسمَينِ:
الأوَّلُ: الوفاءُ بالعَهدِ مَعَ اللهِ عَزَّ وجَلَّ.
الثَّاني: الوفاءُ بالعَهدِ مَعَ عِبادِ اللهِ.
 فالعَهدُ نَوعانِ:
(عَهدٌ مَعَ اللهِ عَزَّ وجَلَّ: فإنَّ اللهَ سُبحانَه وتعالى قال في كِتابِه: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا [الأعراف: 172] ؛ فقد أخَذَ اللهُ العَهدَ على عِبادِه جَميعًا أن يعبُدوه ولا يُشرِكوا به شَيئًا؛ لأنَّه رَبُّهم وخالِقُهم.
 - وعَهدٌ مَعَ عِبادِ اللهِ: ومِنه العُهودُ التي تَقَعُ بَينَ النَّاسِ؛ بَينَ الإنسانِ وبَينَ أخيه المُسلمِ، وبَينَ المُسلمينَ وبَينَ الكُفَّارِ، وغَيرُ ذلك من العُهودِ المَعروفةِ؛ فقد أمَرَ اللهُ تعالى بالوفاءِ بالعَهدِ، فقال عَزَّ وجَلَّ: وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا [الإسراء: 34] ، يعني أنَّ الوفاءَ بالعَهدِ مَسؤولٌ عنه الإنسانُ يومَ القيامةِ، يُسألُ عن عَهدِه: هَل وفَى به أم لا؟ قال تعالى: وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ [النحل: 91] يعني: ولا تُخلِفوا العَهدَ [9619] ((شرح رياض الصالحين)) لابن عثيمين (4/45). .
ويُمكِنُ تَقسيمُه باعتِبارِ الموفَى لهم من عِبادِ اللهِ من جِهةٍ أُخرى إلى قِسمَينِ:
الأوَّلُ: الوفاءُ في حالِ الحَياةِ.
والثَّاني: الوفاءُ بَعدَ المَوتِ.

انظر أيضا: