موسوعة الأخلاق والسلوك

سادسًا: درَجاتُ الوَرَعِ


قال الهَرَويُّ: (الوَرَعُ على ثلاثِ دَرَجاتٍ:
الدَّرَجةُ الأُولى: تجنُّبُ القبائحِ لصَونِ النَّفسِ، وتوفيرِ الحسَناتِ، وصيانةِ الإيمانِ.
الدَّرَجةُ الثَّانيةُ: حِفظُ الحُدودِ عِندَ ما لا بأسَ به، إبقاءً على الصِّيانةِ والتَّقوى، وصعودًا عن الدَّناءةِ، وتخلُّصًا عن اقتحامِ الحُدودِ.
الدَّرَجةُ الثَّالثةُ: التَّورُّعُ عن كُلِّ داعيةٍ تدعو إلى شَتاتِ الوقتِ، والتَّعلُّقِ بالتَّفرُّقِ، وعارِضٍ يعارِضُ حالَ الجميعِ) [9467] ((مدارج السالكين)) لابن القيم (2/22). .
وقال الغَزاليُّ: (الوَرَعُ عن الحرامِ على أربعِ درجاتٍ:
الأولى: وَرَعُ العُدولِ: وهو الذي يجِبُ الفِسقُ باقتحامِه، وتسقُطُ العدالةُ به، ويثبُتُ اسمُ العصيانِ، والتَّعرُّضُ للنَّارِ بسَبَبِه، وهو الوَرَعُ عن كُلِّ ما تحَرِّمُه فتاوى الفُقَهاءِ.
الثَّانيةُ: وَرَعُ الصَّالحين: وهو الامتناعُ عمَّا يتطرَّقُ إليه احتمالُ التَّحريمِ، ولكِنَّ المفتيَ يُرَخِّصُ في التَّناوُلِ بناءً على الظَّاهِرِ، فهو من مواقِعِ الشُّبهةِ على الجملةِ.
الثَّالثةُ: ما لا تحَرِّمُه الفتوى، ولا شُبهةَ في حِلِّه، ولكِنْ يُخافُ منه أداؤه إلى محرَّمٍ، وهو تركُ ما لا بأسَ به مخافةً ممَّا به بأسٌ، وهذا ورعُ المتَّقين.
الرَّابعةُ: ما لا بأسَ به أصلًا، ولا يُخافُ منه أن يؤدِّيَ إلى ما به بأسٌ، ولكِنَّه يُتناوَلُ لغيرِ اللهِ، وعلى غيرِ نيَّةِ التَّقَوِّي به على عبادةِ اللهِ، أو تتطَرَّقُ إلى أسبابِه المُسَهِّلةِ له كراهيةٌ أو معصيةٌ، والامتناعُ منه وَرَعُ الصِّدِّيقينَ) [9468] ((إحياء علوم الدين)) (2/94). .

انظر أيضا: