موسوعة الأخلاق والسلوك

ثانيًا: الفَرْقُ بَيْنَ الزُّهْدِ والوَرَعِ


قال ابنُ القَيِّمِ: (والفَرْقُ بينَه وبينَ الوَرَعِ: أنَّ الزُّهْدَ تَركُ ما لا ينفَعُ في الآخرةِ. والوَرَعُ: تَركُ ما يُخشى ضَرَرُه في الآخِرةِ) [9423] ((الفوائد)) (ص: 181). .
 وبهذا الاعتبارِ يمكِنُ أن يُقالَ كما قال بعضُ أهلِ العِلمِ بأنَّ الوَرَعَ هو أوَّلُ الزُّهْدِ، كما أنَّ القناعةَ هي أوَّلُ الرِّضا، وعليه فإنَّ المرءَ قد يكونُ وَرِعًا ولا يكونُ زاهِدًا، وأنَّ الزَّاهِدَ لا بدَّ أن يكونَ وَرِعًا؛ لأنَّ الزُّهْدَ أبلَغُ من الوَرَعِ؛ فإنَّ الزَّاهِدَ يَترُكُ المحرَّماتِ ويترُكُ المكروهاتِ والمُشتَبِهاتِ، كما أنَّه يترُكُ المباحاتِ التي يخشى أن تجرَّ إلى المحرَّماتِ، كما يترُكُ التَّوسُّعَ في المباحاتِ، وما لا ينفَعُ في الآخرةِ، فيكتفي بالقليلِ من الدُّنيا ولا يتعلَّقُ بها ولا يتوسَّعُ في حُطامِها، فمن ترك التَّوسُّعَ في هذه المباحاتِ وتقَلَّلَ منها فهو زاهِدٌ، ولا شَكَّ أنَّ من كان بهذه المثابةِ فإنَّه يكونُ قد ترك المكروهاتِ والمُشتَبِهاتِ فضلًا عن المحرَّماتِ [9424] ((أعمال القلوب)) لخالد بن عثمان السبت (1/353). .

انظر أيضا: