موسوعة الأخلاق والسلوك

ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ


- كان عُمَرُ بنُ الخطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنه يقولُ: (إنَّه ليُعجِبُني أن أرى القارِئَ النَّظيفَ) [9308] ((أدب الإملاء والاستملاء)) للسمعاني (ص: 26). .
- كانت العَرَبُ توصي بناتِها بما يوجِبُ الأُلفةَ، فتقولُ للواحِدةِ:
(كوني له أرضًا يَكُنْ لك سماءً، وكوني مِهادًا يكُنْ عِمادًا، وأَمَةً يكُنْ عَبدًا، وفِراشًا يكُنْ مَعاشًا، ولا تَقْرَبي فيَمَلَّكِ، ولا تَبعُدي فيَنساك، ولا تعاصيه شَهوتَه، وعليك بالنَّظافةِ، ولا يرى منك إلَّا حَسَنًا، ولا يشَمَّ إلَّا طَيِّبًا، ولا يَسمَعْ إلَّا ما يَرضى، ولا تُفشي سِرَّه، فتَسقُطي من عَينِه، ولا تَفرَحي إذا غَضِب، ولا تَغضَبي إذا فَرِح) [9309] ((تزيين الأسواق)) لداود الأنطاكي (2/119). .
- قال ابنُ الجوزيِّ في الحَثِّ على اهتمامِ الإنسانِ بنظافةِ نَفسِه: (أمَّا في البدَنِ فليست الصُّورةُ داخِلةً تحتَ كَسبِ الآدَميِّ، بل يدخُلُ تحتَ كَسبِه تحسينُها وتزيينُها؛ فقبيحٌ بالعاقِلِ إهمالُ نفسِه، وقد نبَّه الشَّرعُ على الكُلِّ بالبَعضِ، فأمرَ بقَصِّ الأظفارِ، ونَتفِ الإبْطِ، وحَلقِ العانةِ، ونَهى عن أكلِ الثُّومِ والبَصَلِ النِّيءِ؛ لأجلِ الرَّائحة، وينبغي له أن يقيسَ على ذلك ويَطلُبَ غايةَ النَّظافةِ ونهايةَ الزِّينةِ) [9310] ((صيد الخاطر)) (ص: 173، 174) .
وقال أيضًا: (كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنظَفَ النَّاسِ، وأطيَبَ النَّاسِ... وقد قالت الحُكَماءُ: من نظَّف ثوبَه قَلَّ هَمُّه، ومن طاب ريحُه زاد عَقلُه) [9311] ((صيد الخاطر)) (ص: 104، 105). .
- وقال ابنُ حَجَرٍ: (الإنسانُ إذا بدا في الهيئةِ الجميلةِ كان أدعى لانبساطِ النَّفسِ إليه، فيُقبَلُ قولُه، ويُحمَدُ رأيُه، والعَكسُ بالعَكسِ) [9312] ((فتح الباري)) (10/339). .
- وقال المُناويُّ: (الإسلامُ نظيفٌ بُنيَ على النَّظافةِ) [9313] ((التيسير بشرح الجامع الصغير)) (1/178). .
- وقال الدَّهلَويُّ: (وأجمعوا على استحبابِ النَّظافةِ؛ نظافةِ البَدَنِ والثَّوبِ والمكانِ عن شيئينِ من النَّجاساتِ المُنتِنةِ المتقَذِّرةِ، وعن الأوساخِ النَّابتةِ على نَهجٍ طَبيعيٍّ) [9314] ((حجة الله البالغة)) (1/87). .
- وقال عبدُ الحميدِ بنُ باديسَ في الحثِّ على الالتِزامِ بالنَّظافةِ: (علينا -مَعشَرَ المُسلِمين- أن نُعنى بما دعَتْنا إليه هذه الأحاديثُ النَّبَويَّةُ الشَّريفةُ؛ لنكونَ بَيْنَ النَّاسِ مَثَلًا حَسَنًا راقيًا في النَّظافةِ البَلَديَّةِ، لنَفعِ أنفُسِنا ومجتَمَعِنا، ونرفَعَ اسمَ دينِنا، ونفوزَ بالأجرِ والرِّضا مِن رَبِّنا) [9315] ((مجالس التذكير من حديث البشير النذير)) (ص: 146). .
- وقال محمَّد رشيد رضا: (الإنسانُ مُركَّبٌ من جسَدٍ ونفسٍ، وكمالُه إنما يكونُ بنظافةِ بَدَنِه، وتزكيةِ نفسِه؛ فالطُّهورُ الحِسِّيُّ هو الشَّطرُ الأوَّلُ الخاصُّ بالجَسَدِ، وتزكيةُ النَّفسِ بسائِرِ العباداتِ هو الشَّطرُ الثَّاني، وبكلتَيهما يَكمُلُ الإيمانُ بالأعمالِ المترتِّبةِ عليه) [9316] ((تفسير المنار)) (6/ 218). .
وقال المُناويُّ: (تنظيفُ الثَّوبِ والبَدَنِ مَطلوبٌ عقلًا وشرعًا وعُرفًا) [9317] ((فيض القدير)) (2/ 225). .

انظر أيضا: