موسوعة الأخلاق والسلوك

عاشِرًا: مَسائِلُ مُتفَرِّقةٌ


المُواساةُ بالصَّدَقةِ حالَ الصِّحَّةِ وخَوفَ الفَقرِ أعظَمُ في الأجرِ:
عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال: ((أتى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رجلٌ، فقال: يا رسولَ اللهِ، أيُّ الصَّدَقةِ أعظَمُ؟ فقال: أن تَصَدَّقَ وأنت صحيحٌ شَحيحٌ، تخشى الفَقرَ وتأمُلُ الغِنى، ولا تُمهِلْ حتَّى إذا بلَغَت الحُلقومَ قُلتَ: لفُلانٍ كذا، ولفُلانٍ كذا، ألا وقد كان لفُلانٍ!)) [8828] أخرجه البخاري (1419)، ومسلم (1032) واللفظ له. .
قال الخطَّابيُّ: (فيه دليلٌ على أنَّ بعضَ المرَضِ يُقَصِّرُ يدَ المالِكِ عن بعضِ مِلكِه، وأنَّ سخاوتَه بالمالِ لا تمحو عنه سِمةَ البخلِ إذا كانت في حالِ مَرَضِه، ولا تحوزُ له فضيلةَ الأجرِ؛ ولذلك شَرَط أن يكونَ المتصَدِّقُ صَحيحَ البَدَنِ، شَحيحًا بالمالِ، يجِدُ له وقعًا في قلبِه وحزازةً في نفسِه؛ لِما يأمُلُه من طولِ العُمُرِ، ومخافةً من حدوثِ الفَقرِ) [8829] ((أعلام الحديث)) (1/757). .

انظر أيضا: