موسوعة الأخلاق والسلوك

هـ- نماذِجُ من المُواساةِ عِندَ العُلَماءِ المعاصِرينَ


- حمَدُ بنُ عَتيقٍ ومواساتُه لبعضِ إخوانِه:
قال حَمَدُ بنُ عَتيقٍ في تعزيتِه لبعضِ إخوانِه: (الصَّبرُ هو مَفزَعُ المُؤمِنين، والرِّضا بالقضاءِ هو محَطُّ رِحالِ العارِفين، طمَعًا فيما وعَد به رَبُّ العالَمين) [8820] ينظر ((الدرر السنية في الأجوبة النجدية)) لعلماء نجد (5/166). .
- عبدُ الرَّحمنِ بنُ ناصرٍ السَّعديُّ ومواساتُه لتلاميذِه:
يذكُرُ عبدُ اللهِ القَرعاويُّ أنَّه لمَّا بلغه وفاةُ والدِه عبدِ العزيزِ يومَ الخميسِ، وهو بمكَّةَ المكرَّمةَ، قرَّر الذَّهابَ إلى عُنَيزةَ، وكان عمُرُه يومَئذٍ 24 سنةً تقريبًا، فجلس بعُنيزةَ عِندَ والدتِه إلى يومِ الخميسِ الذي يليه، وفي ذلك اليومِ تُوفِّيَت والِدتُه رحمها اللهُ، فاغتَمَّ أشَدَّ الغمِّ لحبِّه لوالِدتِه وحبِّ والدتِه له، وكانت من عادةِ أهلِ عُنَيزةَ الخروجُ مع أهلِ الميِّتِ إلى المقبرةِ، ويتِمُّ العزاءُ فيها حالَ الدَّفنِ وبَعدَه أو في السُّوقِ أو في الدُّكانِ ويكتفون بذلك، فلمَّا أحسَّ الشَّيخُ رحمه اللهُ بحالِه، وقد أثَّر الحزنُ عليه، لِما جُمِع له في ذلك الأسبوعِ من وفاةِ والِدَيه جميعًا، خاصَّةً وأنه شابٌّ وفي مُقتَبَلِ عُمُرِه، فخاف عليه، فلم يكتَفِ -كما هي العادةُ- بالعزاءِ داخِلَ المقبرةِ، بل ذهب إليه في اليومِ التَّالي هو ومرافِقُه المعروفُ أبو عبُّودٍ في منزلِه، فجلس عندَه يواسيه ويترحَّمُ على والِدَيه، وأنَّه رحمه اللهُ رَهنُ إشارتِه وتحتَ خِدمتِه جبرًا لخاطِرِه وإذهابًا لحُزنِه [8821] ينظر ((مواقف اجتماعية من حياة الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي)) لولده وحفيده (ص: 98). .
- ابنُ باز ومواساتُه للنَّاسِ في أحزانِهم:
يقولُ محمَّد الموسى: (ممَّا كان يجودُ به سماحةُ الشَّيخِ: المُواساةُ؛ فهو يشاطِرُ النَّاسَ أحزانَهم، ويحرِصُ كُلَّ الحِرصِ على تخفيفِ معاناتِهم، وتنفيسِ كُرُباتِهم، سواءٌ كانوا أفرادًا أم جماعاتٍ، وسواءٌ كانوا موافِقين أم مخالِفين له، فإذا نزلت مصيبةٌ بأحدٍ ممَّن يعرِفُهم أو لا يعرِفُهم، ولكِنَّه أُخبِرَ بعِظَمِ مصابِهم وشِدَّةِ تأثُّرِهم، زارهم وواساهم، وخفَّف مصابهم -خصوصًا إذا كانت مصيبتُهم بموتِ قريبٍ لهم-، وإن لم يتمكَّنْ من الزِّيارةِ بادر بالاتِّصالِ عبرَ الهاتِفِ، أو أرسل كتابًا يُضَمِّنُه مواساتَه وتبيينَ بعضِ الأحكامِ لأهلِ الفقيدِ) [8822] ((جوانب من سيرة الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله)) لمحمد بن إبراهيم الحمد (ص: 191) .
- ابنُ عُثَيمين ومواساتُه لأهلِ المتوفَّى:
تقولُ مُنى بنتُ محمَّد الحمد العُثَيمين: (كان إذا مات لنا عزيزٌ قَدِم إلى المنزِلِ، وعزَّى الجميعَ، فيطوفُ على كُلِّ الأفرادِ في أنحاءِ المنزِلِ مع أحَدِ الرِّجالِ المحارِمِ، حيث يَقِفُ على بابِ الغُرفةِ، ويُسَلِّمُ على الجالساتِ فيه، ويواسيهنَّ ويُعَزِّيهن، ويدعو للميِّتِ، وينصَحُ أهلَه ألَّا يبكوا) [8823] ((الدر الثمين في ترجمة فقيه الأمة العلامة ابن عثيمين)) لصالح عبد المنعم المري (ص: 262، 263) .

انظر أيضا: