موسوعة الأخلاق والسلوك

سادسًا: موانِعُ اكتِسابِ الأُلفةِ


1- الجَهلُ؛ قال مالِكٌ: (إذا قَلَّ العِلمُ ظَهَر الجَفاءُ) [684] ((مجموع الفتاوى)) لابن تيمية (17/ 308(. .
2- الاختِلافُ مُنفِّرٌ مُوجِبٌ للفُرقةِ بَعدَ الأُلفةِ [685] ((التفسير البسيط)) للواحدي (10/ 475). ، ومن ذلك الاختلافُ في الظَّاهِرِ، كالاختلافِ في صفوفِ الصَّلاةِ، وفي الحديثِ قال رسولُ اللهِ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: ((ولا تختَلِفوا؛ فتَختَلِفَ قُلوبُكم)) [686] أخرجه مسلم (432) من حديثِ أبي مسعودٍ عُقبةَ بنِ عَمرٍو رَضِيَ اللهُ عنه. أي: إنَّكم إذا اختلَفْتُم بالظَّواهرِ عُوقِبْتُم باختلافِ القُلوبِ. ويحتَمِلُ: لا تختَلِفَنَّ ظواهِرُكم؛ فإنَّ اختلافَها دليلٌ على اختلافِ قُلوبِكم [687] ((كشف المشكل من حديثِ الصحيحين)) لابن الجوزي (2/ 205). .
3- التَّحَزُّبُ يُؤَدِّي إلى بُطلانِ الأُلفةِ؛ لأنَّ كُلَّ صاحِبِ مَذهَبٍ يُعادي عليه ويُوالي.
4- التَّنافُسُ على الدُّنيا؛ قال حمدونُ القَصَّارُ: (أصلُ رَفعِ الأُلفةِ من بَينِ الإخوانِ حبُّ الدُّنيا) [688] ((طبقات الصوفية)) لأبي عبد الرحمن السلمي (ص: 110). ، وقال أبو عبدِ الرَّحمنِ السُّلَميُّ: (قَلَّ ما يقَعُ بَينَ الإخوانِ مخالفةٌ إلَّا بسَبَبِ الدُّنيا، وأصلُ التَّآلُفِ هو بُغضُ الدُّنيا والإعراضُ عنها) [689] ((آداب الصحبة)) لأبي عبد الرحمن السلمي (ص: 78). .
5- العَصَبيَّةُ والضَّغينةُ، والتَّهالُكُ على الانتقامِ [690] ((أنوار التنزيل)) للبيضاوي (3/ 65). ؛ قال أبو عبدِ اللهِ القُرطبيُّ: (وكان تألُّفُ القلوبِ مع العَصَبيَّةِ الشَّديدةِ في العَرَبِ من آياتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ومُعجزاتِه؛ لأنَّ أحَدَهم كان يُلطَمُ اللَّطمةَ فيُقاتِلُ عنها حتَّى يَستَقيدَها) [691] ((الجامع لأحكام القرآن)) للقرطبي (8/ 42). .
6- الكِبرُ والظُّلمُ وسُوءُ التَّعاشُرِ؛ قال الجاحِظُ: (والعَدلُ يُوجِبُ اجتماعَ القُلوبِ، والجَورُ يُوجِبُ الفُرقةَ، وحُسنُ الخُلُقِ يُوجِبُ المودَّةَ، وسُوءُ الخُلُقِ يُوجِبُ المباعَدةَ، والانبِساطُ يُوجِبُ المؤانَسةَ، والانقِباضُ يُوجِبُ الوَحشةَ) [692] ((الرسائل)) للجاحظ (1/ 110). .
7- تَركُ الصَّلاةِ في الجماعةِ؛ فالجماعةُ شُرِعَت لاجتماعِ المُؤمِنين على الطَّاعةِ وتآلُفِهم وتَوادِّهم [693] ((الميسر)) للتوربشتي (1/ 295)، ((الكاشف)) للطيبي (4/ 1153). ؛ لذلك حَثَّ الشَّرعُ على الاجتماعاتِ في الجماعاتِ والجُمُعاتِ؛ لكَونِ ذلك سببًا للأُلفةِ [694] ((التفسير)) للراغب الأصفهاني (1/ 132). .
8- التَّقاطُعُ والتَّدابُرُ، والتَّجَسُّسُ والتَّحَسُّسُ، والغِيبةُ والنَّميمةُ، والسُّخريَّةُ، والهَمزُ واللَّمزُ، والاختِلافُ في الدِّينِ؛ وهو من أقوى أسبابِ الفُرقةِ [695] ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص: 148). والمنعِ مِن الأُلفةِ.
9- البَيعُ على بَيعِ المُسلِمِ، والسَّومُ على سَومِه، وغيرُها من المعامَلاتِ التي تُفسِدُ الأُلفةَ بَينَ المُسلِمين [696] ((شرح رياض الصالحين)) لابن عثيمين (2/ 544). .
10- الإساءةُ، وقد جُبِلَت القلوبُ على بُغضِ من أساء إليها [697] ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص: 183). ؛ قال الجاحِظُ: (المنفعةُ تُوجِبُ المحبَّةَ، والمضَرَّةُ تُوجِبُ البَغضاءَ، والمُضادَّةُ تُوجِبُ العداوةَ، وخِلافُ الهوى يُوجِبُ الاستِثقالَ، ومتابَعتُه تُوجِبُ الأُلفةَ) [698] ((الرسائل)) (1/ 110). .
11-وبالجُملةِ، فإنَّ سُوءَ الخُلُقِ مِن أكثَرِ الأسبابِ المُؤَدِّيةِ إلى ذَهابِ الأُلفةِ؛ قال الغَزاليُّ: (...التَّفَرُّقُ ثَمَرةُ سُوءِ الخُلُقِ...، وسوءُ الخُلُقِ يُثمِرُ التَّباغُضَ والتَّحاسُدَ والتَّدابُرَ) [699] ((الإحياء)) (2/ 157). .

انظر أيضا: