موسوعة الأخلاق والسلوك

ثانيًا: الفَرقُ بَينَ التَّأليفِ والجَمعِ


لا يُستَعمَلُ التَّأليفُ إلَّا في الأجسامِ، والجَمعُ يُستعمَلُ في الأجسامِ والأعراضِ، فيُقالُ: تجتَمِعُ في الجِسمِ أعراضٌ، ولا يقالُ: تتألَّفُ فيه أعراضٌ، والتَّأليفُ والأُلفةُ في العربيَّةِ يُفيدانِ الموافَقةَ، والجَمعُ لا يفيدُ ذلك، ألا ترى أنَّ قولَك: تألَّف الشَّيءُ وألَّفْتُه يفيدُ مُوافقةَ بَعضِه لبعضٍ، وقولُك: اجتَمَع الشَّيءُ وجمَعْتُه لا يفيدُ ذلك؛ ولهذا قال تعالى: وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ [الأنفال: 63] ؛ لأنَّها اتَّفَقت على المودَّةِ والمُصافاةِ، ومنه قيل: الإلفانِ والأليفانِ؛ لموافقةِ أحَدِهما صاحِبَه على المودَّةِ والتَّواصُلِ والأَنَسةِ [646] ((الفروق اللغوية)) للعسكري (ص: 144، 145). .

انظر أيضا: