موسوعة الأخلاق والسلوك

ج- قِصَصٌ ونماذِجُ من صُوَرِ القناعةِ عندَ السَّلَفِ


- قناعةُ داودَ الطَّائيِّ:
- (وَرِث داودُ الطَّائيُّ من أبيه دارًا ودنانيرَ، فكان كلَّما خَرِب في الدَّارِ بيتٌ انتَقَل إلى غيرِه ولم يَعمُرْه، ولم يَزَلْ يتقوَّتُ بالدَّنانيرِ حتَّى كُفِّن في آخِرِها) [7716] ((ربيع الأبرار)) للزمخشري (5/338). .
وعن حَفصٍ الجُعفيِّ قال: (كان داودُ الطَّائيُّ قد وَرِث عن أمِّه أربعَمائةِ دِرهَمٍ، فمكث يتقوَّتُها ثلاثين عامًا، فلمَّا نَفِدَت جعَل يُنقِضُ سُقوفَ الدُّوَيرةِ فيبيعُها) [7717] رواه أبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (7/346). .
وقال عطاءُ بنُ مُسلِمٍ: (عاش داودُ عشرينَ سنةً بثلاثِمائةِ دِرهَمٍ!) [7718] ((سير أعلام النبلاء)) للذهبي (7/424). .
- قناعةُ عُروةَ بنِ أُذَينةَ:
- عن يحيى بنِ عُروةَ بنِ أُذَينةَ قال: (لمَّا أتى أبي وجماعةٌ من الشُّعراءِ هِشامَ بنَ عبدِ الملِكِ فأنشدوه، فلمَّا عَرَف أبي قال: ألسْتَ القائِلَ:
لقد عَلِمتُ وما الإسرافُ مِن خُلُقي
أنَّ الذي هو رِزقي سوف يأتيني
أسعى له فيُعَنِّيني تطلُّبُه
ولو قعَدْتُ أتاني لا يُعَنِّيني
فهلَّا جَلْسَت في بيتِك حتَّى يأتيَك! فسكَت أبي ولم يُجِبْه، فلمَّا خرجوا من عندِه جلس أبي على راحِلَتِه حتَّى أتى المدينةَ، وأمر هشامٌ بجوائِزِهم، فقعَد أبي فسأل عنه، فلمَّا خَبِرَ بانصرافِه، قال: لا جَرَمَ، واللهِ ليَعلَمَنَّ أنَّ ذلك سيأتيه. ثمَّ أضعَفَ له ما أعطى واحِدًا من أصحابِه، وكتَبَ له فريضتَينِ) [7719] ((التبصرة)) لابن الجوزي (ص: 156). .
- قناعةُ أبي حازِمٍ:
- قال زمعةُ بنُ صالحٍ: (كتب إلى أبي حازمٍ بعضُ بني أميَّةَ يَعزِمُ عليه إلَّا رفَع إليه حوائِجَه، فكتب إليه: أمَّا بعدُ؛ فقد جاءني كتابُك تعزِمُ علَيَّ أن أرفَعَ إليك حوائجي، وهَيْهاتَ! قد رفَعْتُ حوائجي إلى ربِّي، ما أعطاني منها قَبِلْتُ، وما أمسَكَ علَيَّ منها قَنِعْتُ) [7720] ((القناعة)) لابن السني (ص: 40). .
- قناعةُ أبي جعفَرٍ التِّرمِذيِّ (محمَّدِ بنِ أحمَدَ بنِ نَصرٍ):
- (ذكَر إبراهيمُ بنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ: أنَّه كان يجري على أبي جعفَرٍ في الشَّهرِ أربعةُ دراهِمَ، يتقوَّتُ بها. قال: وكان لا يسأَلُ أحدًا شيئًا) [7721] ((سير أعلام النبلاء)) للذهبي (13/546). .
- قناعةُ أبي مُحرِزٍ الطُّفاويِّ:
- قال أبو مُحرِزٍ الطُّفاويُّ: (شكوتُ إلى جاريةٍ لنا ضيقَ المكسَبِ علَيَّ وأنا شابٌّ، فقالت لي: يا بُنَيَّ استعِنْ بعِزِّ القناعةِ عن ذُلِّ المطالِبِ، فكثيرًا واللهِ ما رأيتُ القليلَ عاد سليمًا. قال أبو مُحرِزٍ: ما زلتُ بعدُ أعرِفُ بركةَ كلامِها في قُنوعي) [7722] ((صفة الصفوة)) لابن الجوزي (2/258). .
- قناعةُ محمَّدِ بنِ واسِعٍ:
- (كان محمَّدُ بنُ واسعٍ يَبُلُّ الخُبزَ اليابِسَ بالماءِ ويأكُلُ ويقولُ: من قَنِع بهذا لم يحتَجْ إلى أحَدٍ) [7723] ((إحياء علوم الدين)) للغزالي (3/239). .

انظر أيضا: