موسوعة الأخلاق والسلوك

خامسًا: دَرَجاتُ القناعةِ


قال الماوَرْديُّ: (والقناعةُ قد تكونُ على ثلاثةِ أوجُهٍ:
فالوَجهُ الأوَّلُ: أن يَقنَعَ بالبُلغةِ من دُنياه، ويَصرِفَ نفسَه عن التَّعرُّضِ لِما سواه. وهذا أعلى منازلِ القناعةِ.
والوَجهُ الثَّاني: أن تنتهيَ به القناعةُ إلى الكفايةِ، ويحذِفَ الفُضولَ والزِّيادةَ. وهذه أوسَطُ حالِ المقتَنِعِ.
والوَجهُ الثَّالثُ: أن تنتهيَ به القناعةُ إلى الوقوفِ على ما سنَح، فلا يَكرَهُ ما أتاه وإن كان كثيرًا، ولا يطلُبُ ما تعذَّر وإن كان يسيرًا. وهذه الحالُ أدنى منازِلِ أهلِ القناعةِ؛ لأنَّها مشترَكةٌ بَينَ رغبةٍ ورهبةٍ؛ أمَّا الرَّغبةُ فلأنَّه لا يكرَهُ الزِّيادةَ على الكفايةِ إذا سنَحَت، وأمَّا الرَّهبةُ فلأنَّه لا يَطلُبُ المتعَذِّرَ عن نقصانِ المادَّةِ إذا تعذَّرَت) [7667] ((أدب الدنيا والدين)) (ص: 126-127). .

انظر أيضا: