موسوعة الأخلاق والسلوك

خامسًا: أقسامُ الفِطنةِ


تنقَسِمُ الفِطنةُ إلى قِسمَينِ:
1- فِطنةٌ موهوبةٌ من اللهِ تبارك وتعالى، يَهبُها اللهُ من يشاءُ من عبادِه، فيُنيرُ بصيرتَه، ويُفهِمُه ما لا يُفهِمُ غيرَه، فتراه قويَّ الملاحظةِ، سريعَ الفهمِ، نافِذَ البصيرةِ، ذَكيَّ القلبِ، وذلك فضلُ اللهِ يؤتيه من يشاءُ، واللهُ ذو الفضلِ العظيمِ.
2- فِطنةٌ مُكتَسَبةٌ تجريبيَّةٌ تتحَصَّلُ للمرءِ باجتهادِه، وكثرةِ تجارِبِه، ومعاشَرتِه لأهلِ العِلمِ والذَّكاءِ والفِطنةِ والاستفادةِ منهم ومن تجارِبِهم، فيتوَلَّدُ عنده من الذَّكاءِ والفِطنةِ ومعرفةِ الأمورِ ما لم يكُنْ لديه. ولعلَّنا نستَشهِدُ بقولِ الأبشيهيِّ عن العقلِ الغريزيِّ والعقلِ المكتَسَبِ، باعتبارِ أنَّ العقلَ هو مصدَرُ الفِطنةِ ومحَلُّ الذَّكاءِ؛ قال الأبشيهيُّ: (العقلُ: ينقَسِمُ إلى قسمَينِ: قِسمٌ لا يقبَلُ الزِّيادةَ والنُّقصانَ، وقِسمٌ يقبَلُهما؛ فأمَّا الأوَّلُ: فهو العَقلُ الغريزيُّ المشترَكُ بَيْنَ العُقلاءِ، وأمَّا الثَّاني: فهو العقلُ التَّجريبيُّ، وهو مكتَسَبٌ، وتحصُلُ زيادتُه بكثرةِ التَّجارِبِ والوقائِعِ، وباعتبارِ هذه الحالةِ يُقالُ: إنَّ الشَّيخَ أكمَلُ عَقلًا، وأتمُّ درايةً، وإنَّ صاحِبَ التَّجاربِ أكثَرُ فهمًا وأرجَحُ مَعرفةً) [7505] ((المستطرف)) (1/33). .


انظر أيضا: