موسوعة الأخلاق والسلوك

ثانيًا: الفَرْقُ بَيْنَ الفِطنةُ والذَّكاءِ وغيرهِا من الصفاتِ


الفَرْقُ بَيْنَ الفِطنةُ والذَّكاءِ:
قال العَسكَريُّ: (الذَّكاءُ تمامُ الفِطنةِ، من قَولِك: ذَكَت النَّارُ: إذا تمَّ اشتِعالُها، وسُمِّيَت الشَّمسُ ذُكاءَ؛ لتَمامِ نورِها. والتَّذكيةُ: تمامُ الذَّبحِ، ففي الذَّكاءِ معنى زائدٌ على الفِطنةِ) [7475] ((الفروق اللغوية)) (1/85). .
- الفَرْقُ بَيْنَ الفِطنةِ والعِلمِ والحِذقِ والكَيْسِ:
قال العَسكَريُّ: (الفِطنةُ: هي التَّنبُّهُ على المعنى، وضِدُّها: الغفلةُ، ورجُلٌ مُغَفَّلٌ: لا فِطنةَ له. وهي الفِطنةُ والفَطانةُ، والطَّبانةُ مِثلُها، ورجلٌ طَبِنٌ: فَطِنٌ. ويجوزُ أن يُقالَ: إنَّ الفِطنةَ ابتداءُ المعرفةِ من وجهٍ غامضٍ، فكلُّ فِطنةٍ عِلمٌ، وليس كُلُّ علمٍ فِطنةً، ولمَّا كانت الفِطنةُ عِلمًا بالشَّيءِ من وجهٍ غامضٍ، لم يَجُزْ أن يُقالَ: الإنسانُ فَطِنَ بوُجودِ نَفسِه، وبأنَّ السَّماءَ فوقَه) [7476] ((الفروق اللغوية)) (ص: 85). .
وأمَّا (الكَيسُ: فهو سُرعةُ الحرَكةِ في الأمورِ، والأخذُ فيما يعني منها دونَ ما لا يعني، يُقالُ: غلامٌ كَيِّسٌ: إذا كان يُسرِعُ الأخذَ فيما يُؤمَرُ به، ويَترُكُ الفضولَ، وليس هو من قبَيلِ العُلومِ. والحِذقُ أصلُه: حِدَّةُ القطعِ، يُقالُ: حَذِقَه: إذا قَطَعه. وقولُهم: حَذِقَ الصَّبيُّ القرآنَ، معناه: أنَّه بلَغ آخِرَه، وقَطَع تعَلُّمَه، وتناهى في حِفظِه. وكلُّ حاذقٍ بصناعةٍ فهو الذي تناهى فيها، وقطَع تعَلُّمَها، فلمَّا كان اللهُ تعالى لا توصَفُ معلوماتُه بالانقطاعِ، لم يجُزْ أن يوصَفَ بالحِذقِ) [7477] ((الفروق اللغوية)) (ص: 85). .
- الفَرْقُ بَيْنَ الفِطنةِ والنَّفاذِ:
قال العَسكَريُّ: (النَّفاذُ أصلُه في الذَّهابِ، يُقالُ: نَفَذ السَّهمُ: إذا ذهَب في الرَّميَّةِ، ويسمَّى الإنسانُ نافذًا: إذا كان فِكرُه يبلُغُ حيثُ لا يبلُغُ فِكرُ البليدِ، ففي النَّفاذِ معنًى زائدٌ على الفِطنةِ، ولا يكادُ الرَّجُلُ يسمَّى نافِذًا إلَّا إذا كَثُرت فِطنتُه للأشياءِ، ويكونُ خَرَّاجًا ولَّاجًا في الأمورِ) [7478] ((الفروق اللغوية)) (ص: 86). .

انظر أيضا: