موسوعة الأخلاق والسلوك

رابعًا: فوائدُ الفِطنةِ


1- أنَّها تدُلُّ العبدَ على حُكمِ اللهِ وسُنَنِه الشَّرعيَّةِ والكونيَّةِ، فتُبَصِّرُه بها، كما أنَّها تدعوه إلى التَّفكُّرِ في آلاءِ اللهِ، فيزدادُ خُشوعًا للهِ وتعظيمًا له، وإيمانًا ويقينًا به.
2- الفِطنةُ من أسبابِ السَّلامةِ والخروجِ من المآزِقِ.
3- أنَّها تدعو إلى فِعلِ صنائِعِ المعروفِ، وتقديمِ الفَضلِ إلى محتاجيه:
قال الأبشيهي: (يُستَدَلُّ على عقلِ الرَّجُلِ بأمورٍ متعَدِّدةٍ؛ منها: ميلُه إلى محاسِنِ الأخلاقِ، وإعراضُه عن رذائِلِ الأعمالِ، ورغبتُه في إسداءِ صنائِعِ المعروفِ، وتجنُّبُه ما يَكسِبُه عارًا، ويورِثُه سوءَ السُّمعةِ) [7500] ((المستطرف)) (ص: 20). .
4- الفَطِنُ ينتَفِعُ بفِطنتِه، وينتَفِعُ بها غيرُه، ويُفيدون منها. وفي الحديثِ عن أمِّ سَلَمةَ رَضِيَ اللهُ عنها: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((إنَّكم تختَصِمون إليَّ، ولعَلَّ بعضَكم ألحَنُ بحُجَّتِه من بعضٍ ...)) [7501] البخاري (2680) واللفظ له، ومسلم (1713). .
قال المُناويُّ: (ألحَنُ -بفتح الحاءِ-: الفَطانةُ، أي: أبلَغُ وأفصَحُ وأعلَمُ في تقريرِ مقصودِه، وأفطَنُ ببيانِ دليلِه، وأقدَرُ على البرهنةِ على دَفعِ دعوى خَصمِه، بحيثُ يَظُنُّ أنَّ الحَقَّ معه، وهو كاذِبٌ، ويحتَمِلُ كونُه من اللَّحنِ، وهو الصَّرفُ عن الصَّوابِ، أي: يكونُ أعجَزَ عن الإعرابِ بحُجَّتِه من بعضٍ) [7502] ((فيض القدير)) (2/564). . فالفِطنةُ والذَّكاءُ تنفَعُ صاحِبَها في الوصولِ إلى حَقِّه ودَفعِ دعوى خَصمِه.
5- ومن فوائِدِها وفضائِلِها في الوقتِ نفسِه: أنَّها ميَّزت هذه الأمَّةَ عن سواها؛ قال ابنُ الجوزيِّ: (اعلَمْ أنَّ فضيلةَ هذه الأمَّةِ على الأمَمِ المتقَدِّمةِ، وإن كان ذلك باختيارِ الحَقِّ لها وتقديمِه إيَّاها، إلَّا أنَّه جَعَل لذلك سببًا، كما جَعَل سببَ سُجودِ الملائكةِ لآدَمَ عِلمَه بما جَهِلوا، فكذلك جَعَل لتقديمِ هذه الأمَّةِ سَبَبًا هو الفِطنةُ والفَهمُ واليقينُ وتسليمُ النُّفوسِ) [7503] ((التبصرة)) (1/495). .
ولا يعني هذا أنَّ هذه الأمَّةَ اختصَّت بالفِطنةِ دونَ غَيرِها من الأمَمِ، وإنما المقصودُ هو: أنَّ اللهَ حباهم من الفِطنةِ ما يميِّزون به بَيْنَ الحقِّ والباطِلِ، والخيرِ والشَّرِّ، والهدايةِ والضَّلالِ.
6- هي مُقوِّمٌ من مقَوِّماتِ الشَّخصيَّةِ النَّاجحةِ؛ فقد يتمَتَّعُ الرَّجُلُ بالقوَّةِ والأمانةِ، ولا يتمتَّعُ بالفِطنةِ، وفي هذه الحالةِ قد لا يستطيعُ أن يُسَيِّرَ أعمالَه بالطَّريقةِ المطلوبةِ؛ قال الرَّازيُّ: (القوَّةُ والأمانةُ لا يكفيانِ في حصولِ المقصودِ ما لم ينضَمَّ إليهما الفِطنةُ والكِياسةُ) [7504] ((مفاتيح الغيب)) (24/591). .
7- القُدرةُ على التَّعامُلِ مع مختَلِفِ المواقِفِ.
8- استِثمارُ الأوقاتِ فيما ينفَعُ؛ فالفَطِنُ الذَّكيُّ لا يُضيِّعُ أوقاتَه فيما لا نَفْعَ فيه.
9- القُدرةُ على استثمارِ المهاراتِ فيما يناسِبُها بصورةٍ صحيحةٍ.
10- الفَطِنُ الذَّكيُّ لا يُغَرَّرُ به ولا يُخدَعُ.
11- مراعاةُ اختلافِ النَّاسِ، والتَّعامُلُ معهم وَفقَ ذلك.
12- القُدرةُ على تمييزِ الحَقِّ من الباطِلِ، وكَشفُ زَيفِ الأمورِ وبَهْرَجِها.

انظر أيضا: