موسوعة الأخلاق والسلوك

تاسعًا: أخطاءٌ شائعةٌ


- العِزَّةُ ليست تكبُّرًا ولا تفاخرًا ولا بَغيًا ولا عدوانًا، إنما هي الحفاظُ على الكرامةِ والصِّيانةُ لِما يجِبُ أن يصانَ؛ ولذلك لا تتعارَضُ مع الرَّحمةِ، بل لعَلَّ خيرَ الأعزَّاءِ هو من يكونُ خيرَ الرُّحماءِ، وهذا يُذَكِّرُنا بأنَّ اللهَ تعالى قد كرَّر في كتابِه الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ في سورةِ الشُّعراءِ تِسعَ مرَّاتٍ، وكذلك ذكرَها في سورةِ يس والسَّجدةِ والدُّخانِ [6467] يُنظَر: ((أخلاق القرآن)) للشرباصي (1/20). .
- يظنُّ بعضُ النَّاسِ أنَّ السُّكوتَ عن السَّفيهِ وعَدَمَ مجاراتِه بابٌ من أبوابِ الذُّلِّ، وليس كذلك، بل العِزُّ في الحِلمِ والتَّواضُعِ والإعراضِ عن الجاهِلين؛ قال ذو النُّونِ المصريُّ: (العِزُّ الذي لا ذُلَّ فيه سكوتُك عن السَّفيهِ، عَطَبُ السَّفيهِ بيَدِه وفِيه) [6468] ((شعب الإيمان)) للبيهقي (11/ 27، 28). .
وقال عُروةُ بنُ الزُّبيرِ: (رُبَّ كَلِمةِ ذُلٍّ احتمَلْتُها أورثَتْني عِزًّا طويلًا) [6469] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (2/ 177). .
وقال أبو الحُسَينِ بنُ جُبَيرٍ:
تنَزَّهْ عن العوراءِ مهما سمِعْتَها
صيانةَ نفسٍ فهو بالحُرِّ أشبَهُ
إذا أنت جاوَبتَ السَّفيهَ مُشاتِمًا
فمَن يتلقَّى الشَّتمَ بالشَّتمِ أسفَهُ [6470] ((نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب)) للمقري التلمساني (2/ 485).
(وقال الأحنَفُ: ما يَسُرُّني بنصيبي من الذُّلِّ حُمْرُ النَّعَمِ! فقال له رجُلٌ: أنت أعَزُّ العَرَبِ! فقال: إنَّ النَّاسَ يرونَ الحِلمَ ذُلًّا، فقُلتُ ما قُلتُ على ما يعلمونَ!) [6471] ((عيون الأخبار)) لابن قتيبة (1/ 407). .

انظر أيضا: