موسوعة الأخلاق والسلوك

ثاني عَشَرَ: مَسائِلُ مُتَفرِّقةٌ


عَدلُ اللهِ تعالى:
العَدلُ صِفةٌ ثابتةٌ للهِ عَزَّ وجَلَّ، وقدِ اتَّفقَ المُسلمونَ وسائِرُ أهلِ المِلَلِ على أنَّ اللهَ تعالى عَدلٌ قائِمٌ بالقِسطِ لا يظلِمُ شَيئًا، بَل هو مُنَزَّهٌ عنِ الظُّلمِ، وقد نَطَقَتِ الكُتُبُ الإلهيَّةُ بعَدلِه [6303] ((جامع الرسائل)) لابن تيمية (1/ 121) (1/ 125). .
قال تعالى: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ [آل عمران: 18] ، القِسطُ: هو العَدلُ، فشَهِدَ اللهُ سُبحانَه: أنَّه قائِمٌ بالعَدلِ في تَوحيدِه، وبالوحدانيَّةِ في عَدلِه، والتَّوحيدُ والعَدلُ هما جِماعُ صِفاتِ الكَمالِ؛ فإنَّ التَّوحيدَ يتَضَمَّنُ تَفرُّدَه سُبحانَه بالكمالِ والجَلالِ والمَجدِ والتَّعظيمِ، الذي لا ينبَغي لأحَدٍ سِواه، والعَدلُ يتَضَمَّنُ وُقوعَ أفعالِه كُلِّها على السَّدادِ والصَّوابِ وموافَقةِ الحِكمةِ [6304] يُنظَر: ((مدارج السالكين)) لابن القيم (3/423). .
قلَّةُ الإنصافِ:
قال مالِكُ بنُ دينارٍ: (وليس في النَّاسِ شَيءٌ أقَلُّ مِنَ الإنصافِ) [6305] يُنظَر: ((الآداب الشرعية)) لابن مفلح (2/188). .
وقال جَعفَرُ بنُ سَعدٍ: (ما أقَلَّ الإنصافَ، وما أكثَرَ الخِلافَ!) [6306] ((الآداب الشرعية)) لابن مفلح (2/ 107). .
طَلَبُ الإنصافِ:
(سُئِل أبو عُثمانَ الحيريُّ: كيف يصحَبُ المُؤمِنُ على شَرطِ السَّلامةِ؟ قال: يوسِّعُ على أخيه مالَه، ولا يَطمَعُ في مالِه، ويُنصِفُه ولا يطلُبُ منه الإنصافَ، ويستَكثِرُ قَليلَ بِرِّه، ويكونُ إكرامُه أكثَرَ مِن إكرامِه لنَفسِه) [6307] يُنظَر: ((أدب الصحبة)) للسلمي (ص: 67). .
وقال أبو حَفصٍ الحَدَّادُ: (الفُتوَّةُ: أداءُ الإنصافِ، وتَركُ مُطالبةِ الإنصافِ) [6308] يُنظَر: ((الرسالة القشيرية)) (1/16). .
وقال ابنُ هُبَيرةَ الحَنبَليُّ الوزيرُ: (ليكُنْ غايةَ أمَلِك مِن عَدوِّك الإنصافُ، فمتى طَلبتَه منه كان سائِرُ الخَلقِ عَونًا لك، فأمَّا أخوك وصَديقُك فعامِلْهما بالفَضلِ والمُسامَحةِ لا بالعَدلِ) [6309] يُنظَر: ((الآداب الشرعية)) لابن مفلح (2/76). .

انظر أيضا: