موسوعة الأخلاق والسلوك

ج- نماذِجُ من الصَّمتِ عِندَ السَّلَفِ رَضِيَ اللهُ عنهم


1- قال الفُضَيلُ بنُ عِياضٍ: (كان بعضُ أصحابِنا يحفَظُ كلامَه من الجُمُعةِ إلى الجُمُعةِ!) [6081] رواه ابنُ أبي الدنيا في ((الصمت)) (ص: 223) رقم (436). .
2- و(كان رجلٌ يجلِسُ إلى الشَّعبيِّ فيُطيلُ السُّكوتَ، فقيل له: ما يمنَعُك من الكلامِ؟ فقال: أسكُتُ فأسلَمُ، وأسمَعُ فأعلَمُ) [6082] رواه ابنُ أبي الدنيا في ((الصمت)) (ص: 304) رقم (720). .
3- وقال محارِبُ بنُ دِثارٍ: (صَحِبنا القاسِمَ بنَ عبدِ الرَّحمنِ فغَلَبنا بثلاثٍ: كَثرةُ الصَّلاةِ، وطولُ الصَّمتِ، وسخاءُ النَّفسِ) [6083] رواه ابنُ سعد في ((الطبقات الكبرى)) (8/ 420) رقم (10488)، ويعقوب بن سفيان في ((المعرفة والتاريخ)) (2/ 584)، والبخاري في التاريخ الكبير (8/ 163) رقم (710)، وابن أبي الدنيا في ((الصمت)) (ص: 278) رقم (618)، وابن أبي عاصم في ((الزهد)) (ص: 46) رقم (79)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (4/ 522) رقم (2929). .
4- وقال إبراهيمُ بنُ يزيدَ النَّخَعيُّ: (كانوا يجلِسون، فأطولُهم سُكوتًا أفضلُهم في أنفُسِهم) [6084] رواه ابنُ أبي الدنيا في ((الصمت)) (ص: 279) رقم (620)، وابن أبي عاصم في ((الزهد)) (ص: 38) رقم (55)، وأبو نعيم الأصبهاني في ((الحلية)) (4/ 224). .
5- عن أبي إسحاقَ الفَزاريِّ، قال: (كان إبراهيمُ بنُ أدهَمَ رحمه اللهُ يطيلُ السُّكوتَ؛ فإذا تكلَّم ربَّما انبسَط، قال: فأطال ذاتَ يومٍ السُّكوتَ، فقُلتُ: لو تكلَّمْتَ؟ فقال: الكلامُ على أربعةِ وُجوهٍ: فمن الكلامِ كلامٌ ترجو منفعتَه وتخشى عاقبتَه، والفَضلُ في هذا السَّلامةُ منه، ومن الكلامِ كلامٌ لا ترجو منفعتَه ولا تخشى عاقبتَه، فأقَلُّ ما لك في تركِه خِفَّةُ المُؤنةِ على بَدَنِك ولسانِك، ومن الكلامِ كلامٌ ترجو منفعتَه وتأمَنُ عاقبتَه، فهذا الذي يجِبُ عليك نَشرُه؛ قال خَلَفٌ: فقُلتُ لأبي إسحاقَ: أراه قد أسقَط ثلاثةَ أرباعِ الكلامِ! قال: نعَمْ) [6085] رواه ابنُ أبي الدنيا في ((الصمت)) (ص: 67) (50)، والدينوري في ((المجالسة)) (6/ 56) رقم (2366). .
6- وقال إبراهيمُ التَّيميُّ: (أخبَرَني مَن صَحِب الرَّبيعَ بنَ خُثَيمٍ عشرين سنةً، فلم يتكَلَّمْ بكلامٍ لا يصعَدُ!) [6086] رواه ابنُ أبي الدنيا في ((الصمت)) (ص: 217) رقم (413)، وقوام السنة في ((الترغيب والترهيب)) (2/ 340) رقم (1724). .
وفي روايةٍ عن إبراهيمَ التَّيميِّ، قال: (أخبرني من صَحِب الرَّبيعَ بنَ خُثيمٍ عشرين عامًا، ما سمِعَ منه كَلِمةً تعابُ!) [6087] ((المعرفة والتاريخ)) ليعقوب بن سفيان (2/ 563). .
وقيل: (ما تكلَّم الرَّبيعُ بنُ خُثيمٍ بكلامِ الدُّنيا عشرين سنةً! وكان إذا أصبح وضَع دواةً وقِرطاسًا وقَلَمًا، فكلُّ ما تكلَّم به كتَبه، ثمَّ يحاسِبُ نفسَه عِندَ المساءِ!) [6088] ((إحياء علوم الدين)) (3/111). .
7- قال إسماعيلُ بنُ أُمَيَّةَ: (كان عطاءٌ يُطيلُ الصَّمتَ، فإذا تكلَّم يخيَّلُ إلينا أنَّه يُؤَيَّدُ!) [6089] رواه الفاكهي في ((أخبار مكة)) (2/ 413) رقم (1591)، وابن أبي عاصم في ((الزهد)) (15)، وابن أبي حاتم في ((الجرح والتعديل)) (6/ 330)، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (3/313)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (40/388). .
8- قال خارِجةُ بنُ مُصعَبٍ: (صَحِبتُ ابنَ عَونٍ ثِنْتي عشرةَ سنةً، فما رأيتُه تكلَّم بكَلِمةٍ كتَبها عليه الكرامُ الكاتبون) [6090] رواه ابنُ أبي الدنيا في ((الصمت)) (ص: 310) رقم (742). .
وقال بكَّارُ بنُ محمَّدٍ: (ما رأيتُ أحَدًا أملَكَ للِسانِه من ابِن عَونٍ) [6091] ((الطبقات الكبير)) لابن سعد (9/ 262) رقم (11605). .
9-  قال مُوَرِّقٌ العِجليُّ: (أمْرٌ أنا في طلَبِه منذُ عَشرِ سِنين لم أقدِرْ عليه، ولستُ بتاركٍ طَلَبَه أبدًا، قال: وما هو يا أبا المعتَمِرِ؟ قال: الصَّمتُ عمَّا لا يعنيني) [6092] رواه ابنُ سعد في ((الطبقات الكبرى)) ((9/212)) (11443)، وابن أبي شيبة (19/ 352) رقم (36292)، ((الزهد)) لأحمد - رواية عبد الله (ص: 512) رقم (1785)، وابن أبي الدنيا في ((الصمت)) (ص: 96) (118). .
10- دخَل أبو يوسُفَ القاضي على هارونَ الرَّشيدِ، فقال له هارونُ: يا أبا يوسُفَ، صِفْ لنا أخلاقَ أبي حنيفةَ، فقال: يا أميرَ المُؤمِنين، قال اللهُ عزَّ وجَلَّ: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [ق: 18] ، وهو عِندَ لسانِ كُلِّ قائلٍ، كان واللهِ أبو حنيفةَ -علِمْي فيه- شديدَ الذَّبِّ عن حرامِ اللهِ عزَّ وجَلَّ أن يوقَعَ فيه، مجانبًا لأهلِ الدُّنيا في دُنياهم، طويلَ الصَّمتِ، دائِمَ الفِكرِ، لم يكُنْ مِهذارًا ولا ثَرثارًا، إن سُئِل عن مسألةٍ كان عنده منها عِلمٌ أجاب فيها على ما سَمِع، أو ما يتبيَّنُه قياسًا في نحوِ معناها قال به، ما عَلِمْتُه يا أميرَ المُؤمِنين إلَّا صائنًا لنفسِه ودينِه، مشتَغِلًا بنفسِه عن النَّاسِ، لا يذكُرُ أحَدًا إلَّا بخيرٍ. فقال هارونُ الرَّشيدُ: هذه أخلاقُ الصَّالحين [6093] ((فضائل أبي حنيفة)) لابن أبي العوام (ص: 47) رقم (13)، ((أخبار أبي حنيفة)) للصيمري (ص: 43). .
11- (وقال زيادُ بنُ يونسَ: كان واللهِ مالكٌ أعظمَ الخلقِ مروءةً، وأكثرُهم صمتًا.
وكان إذا جلَس جلسةً لا ينحلُّ منها حتَّى يقومَ، ورأيتُه كثيرَ الصَّمتِ قليلَ الكلامِ متحفِّظًا للسانِه) [6094] ((ترتيب المدارك وتقريب المسالك)) للقاضي عياض (1/ 127). .
12- قال طلحةُ بنُ عُبَيدِ اللهِ البغداديُّ: (وافَق ركوبي ركوبَ أحمدَ بنِ حَنبَلٍ في السَّفينةِ...، فكان يطيلُ السُّكوتَ، فإذا تكلَّم قال: اللَّهُمَّ أمِتْنا على الإسلامِ والسُّنَّةِ) [6095] ((تاريخ بغداد)) للخطيب البغدادي (10/ 477)، ((طبقات الحنابلة)) لابن أبي يعلى الفراء (1/ 183)، ((مناقب الإمام أحمد)) لابن الجوزي (ص: 396). .

انظر أيضا: