موسوعة الأخلاق والسلوك

سابعًا: الوسائِلُ المعينةُ على الصِّلةِ والتَّواصُلِ


1- التَّفكُّرُ في الآثارِ المترتِّبةِ على الصِّلةِ: فإنَّ معرفةَ ثمراتِ الأشياءِ، واستحضارَ حُسنِ عواقِبِها من أكبَرِ الدَّواعي إلى فِعلِها، والحِرصِ عليها.
2- النَّظَرُ في عواقبِ القطيعةِ: وذلك بتأمُّلِ ما تجلِبُه القطيعةُ من هَمٍّ وغمٍّ وحَسرةٍ، وندامةٍ، ونحوِ ذلك؛ فهذا ممَّا يعينُ على اجتنابِها والبُعدِ عنها.
3- الاستعانةُ باللَّهِ: وذلك بسُؤالِ التَّوفيقِ، والإعانةِ على الصِّلةِ والتَّواصُلِ.
4- مقابلةُ الإساءةِ بالإحسانِ: فهذا ممَّا يُبقي على الوُدِّ ويحفَظُ ما بَيْنَ الأقارِبِ من العهدِ، ويُهَوِّنُ على الإنسانِ ما يلقاه من شراسةِ أقاربِه وإساءتِهم.
5- التَّواضُعُ ولِينُ الجانبِ: فهذا ممَّا يحَبِّبُ النَّاسَ بالشَّخصِ، ويُدنيهم منه.
6- ملاحظةُ المحاسِنِ والتَّغاضي والتَّغافُلُ عن الزَّلَّاتِ: فالتَّغاضي والتَّغافُلُ من أخلاقِ الأكابِرِ والعُظَماءِ، وهو ممَّا يُعينُ على استِبقاءِ المودَّةِ واستجلابِها، وعلى وَأدِ العداوةِ.
ثمَّ إنَّه دليلٌ على سمُوِّ النَّفسِ وشفافيَتِها، وهو ممَّا يرفَعُ المنزلةَ، ويُعلي المكانةَ. والتَّغاضي والتَّغافُلُ حَسَنٌ مع جميعِ النَّاسِ، وهو مع الأقارِبِ أَولى وأحرى وأجملُ.
وفي الحديثِ قال النَّبيُّصلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((لا يَفرَكْ مُؤمِنٌ مُؤمِنةً، إن كَرِه منها خلُقًا رَضِيَ منها آخَرَ)) [5927] رواه مسلم (1469). ، قال السَّعديُّ: (فيه فائدتانِ عظيمتانِ:
إحداهُما: الإرشادُ إلى مُعامَلةِ الزَّوجةِ والقريبِ والصَّاحِبِ والعامِلِ، وكلِّ مَن بيْنَك وبيْنَه عَلاقةٌ واتِّصالٌ، وأنَّه يَنبغي أن تُوَطِّنَ نفسَك على أنَّه لا بدَّ أن يكونَ فيه عيبٌ أو نقصٌ أو أمرٌ تَكرَهُه، فإذا وجَدْتَ ذلك فقارِنْ بَيْنَ هذا وبيْن ما يَجِبُ عليك أو يَنبغي لك مِن قوَّةِ الاتِّصالِ والإبقاءِ على المَحَبَّةِ؛ بتَذَكُّرِ ما فيه مِن المحاسِنِ والمقاصِدِ الخاصَّةِ والعامَّةِ، وبهذا الإغضاءِ عن المساوئِ ومُلاحَظةِ المَحاسِنِ، تَدومُ الصُّحبةُ والاتِّصالُ، وتَتِمُّ الرَّاحةُ وتحصُلُ لك.
الفائدةُ الثَّانيةُ: وهي زوالُ الهَمِّ والقلَقِ، وبقاءُ الصَّفاءِ، والمُداوَمةُ على القيامِ بالحُقوقِ الواجبةِ والمُستحَبَّةِ، وحُصولُ الرَّاحةِ بَيْنَ الطَّرفَينِ.
ومَن لم يَسترشِدْ بهذا الذي ذكَره النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، بل عكَس القضيَّةَ: فلَحَظ المَساوئَ، وعَمِي عن المحاسنِ؛ فلا بُدَّ أن يقلَقَ، ولا بدَّ أن يتكدَّرَ ما بينَه وبينَ مَن يتَّصِلُ به مِن المحبَّةِ، ويتقطَّعَ كثيرٌ مِن الحقوقِ التي على كلٍّ منهما المحافظةُ عليها) [5928] يُنظر: ((الوسائل المفيدة للحياة السعيدة)) (ص: 28) بتصرف يسير. .
7- بذلُ المُستطاعِ من الخِدمةِ بالنَّفسِ أو الجاهِ أو المالِ.
8- تركُ المنَّةِ، والبعدُ عن المطالَبةِ بالمِثلِ؛ فمِمَّا يُعينُ على بقاءِ المودَّةِ أن يحِرِصَ الإنسانُ على أن يعطيَ، ولا يطالِبَ بالمِثلِ، وألَّا يمُنَّ بعطائِه، أو غيرِ ذلك||hamish||5929||/hamish||.
ومن الوسائِلِ المُعينةِ على اكتِسابِ التَّواصُلِ:
1- التَّفاعُلُ مع المستَمِعِ:
يجِبُ جَذبُ المستَمِعِ والتَّفاعُلُ معه من خلالِ التَّحدُّثِ، وذلك بطَرحِ الأسئلةِ وإبداءِ الرَّأيِ، وطَلَبِ الملاحظاتِ الشَّخصيَّةِ.
2- اللُّغةُ السَّليمةُ:
يجبُ استِخدامُ لُغةٍ سَليمةٍ سَلِسةٍ ومباشِرةٍلتيسيرِ التَّواصُلِ مع النَّاسِ.
3- الثِّقةُ بالنَّفسِ عِندَ الحديثِ:
الثِّقةُ بالنَّفسِ عِندَ التَّواصُلِ مع الآخرينَ تُعطي انطباعًا عِندَ النَّاسِ بصِدقِ المتكَلِّمِ وعِلمِه وإلمامِه بالموضوعِ الذي يتكلَّمُ فيه، وإلَّا فإنَّ الشَّخصَ المهزوزَ لا يُقبَلُ له حديثٌ، ويكونُ دائمًا محَلَّ شَكٍّ واستهجانٍ من النَّاسِ.
4- محاولةُ التَّكلُّمِ بطلاقةٍ دونَ تكَلُّفٍ:
إنَّ محاولةَ التَّكلُّمِ بطلاقةٍ من غيرِ تكَلُّفٍ والتَّأكُّدَ من استطاعةِ الأشخاصِ الآخَرينَ من الاستِماعِ إليك عِندَ التَّحدُّثِ حَريٌّ بقَبولِ الحديثِ عِندَهم.
5- التَّريُّثُ والتَّفكيرُ قَبلَ الرَّدِّ:
بعدَ أن يقومَ الشَّخصُ بالإنصاتِ والاستيعابِ لِما قاله الشَّخصُ المقابلُ يجِبُ أن يأخُذَ وقتًا كافيًا لترتيبِ وصياغةِ الذي يرغَبُ في قولِه، ثمَّ يبدأَ في الرَّدِّ.
6- التَّأكُّدُ من الفَهمِ السَّليمِ أو الصَّحيحِ للمُستَمِعِ:
يجبُ عَدَمُ توجيهِ اللَّومِ للشَّخصِ المقابِلِ لعَدَمِ فَهمِه، فعلى الإنسانِ المتحَدِّثِ أن يبحَثَ عن طريقةٍ مناسبةٍ أو معاصِرةٍ لتفسيرِ أو صياغةِ ما يريدُ قولَه؛ حتَّى يتمكَّنَ الشَّخصُ المستَمِعُ من فَهمِه.
7- احترامُ الآخَرينَ والاهتمامُ بهم:
يجبُ الاهتمامُ بآراءِ ووِجهاتِ نَظرِ الآخرينَ الذين نتواصَلُ معهم، والاستماعُ إليها، ومن أفضَلِ الطُّرُقِ لإظهارِ الاحترامِ للآخَرين الانتباهُ لِما يقولونَه. ومن احترامِهم أيضًا: عدمُ مقاطعتِهم خلالَ التَّحدُّثِ.

انظر أيضا: