موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- عِندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم


جاء في السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ المطَهَّرةِ الحَثُّ على التَّواصُلِ والصِّلةِ، وفيها من النَّماذجِ والقِصَصِ الكثيرُ، ومن ذلك على سبيلِ المثالِ:
- عن عائِشةَ رَضِيَ اللَّهُ عنها قالت: ما غِرتُ على نساءِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلَّا على خديجةَ، وإنَّي لم أدرِكْها! قالت: وكان رسولُ اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا ذبَح الشَّاةَ فيقولُ: ((أرسِلوا بها إلى أصدقاءِ خَديجةَ)). قالت: فأغضَبْتُه يومًا فقُلتُ: خديجةُ؟! فقال رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إنَّي قد رُزِقتُ حبَّها)) [5930] أخرجه مسلم (2435). .
- عن ‌َعَمِرو بنِ العاصِ قال: سمِعتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جِهارًا غيرَ سِرٍّ يقولُ: ((إنَّ آلَ أبي -بياضٌ- ليسوا بأوليائي، وإنَّما وليِّي اللَّهُ وصالحُ المُؤمِنين))، وفي زيادةٍ: ((ولِكْن لهم رَحِمٌ أبُلُّها ببَلالِها، يعني أصِلُها بصِلَتِها)) [5931] أخرجه البخاري (5990) واللفظ له، ومسلم (215). .
- (عن عبدِ المطَّلِبِ بنِ ربيعةَ بنِ الحارِثِ، قال: اجتَمَع ربيعةُ بنُ الحارِثِ والعبَّاسُ بنُ عَبدِ المطَّلِبِ فقالا: واللهِ لو بَعَثْنا هذين الغُلامَينِ -قالا لي وللفَضلِ بنِ عبَّاسٍ- إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فكَلَّماه فأمَّرَهما على هذه الصَّدَقاتِ، فأدَّيا ما يؤدِّي النَّاسُ وأصابا ممَّا يُصيبُ النَّاسُ ... فتواكَلْنا الكلامَ، ثُمَّ تكلَّم أحَدُنا، فقال: يا رَسولَ اللهِ، أنت أبَرُّ النَّاسِ وأوصَلُ النَّاسِ، وقد بلَغْنا النِّكاحَ، فجِئْنا لتُؤَمِّرَنا على بَعضِ هذه الصَّدَقاتِ، فنؤدِّيَ إليك كما يؤدِّي النَّاسُ ونُصيبَ كما يُصيبون...) [5932] أخرجه مسلم (1072). .
- عن ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنهما قال: رأى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عنه حُلَّةً سِيَراءَ [5933] حُلَّةً سِيَراءَ: أي: ثَوبًا مُخطَّطًا بالحريرِ، وقيل: إنَّها حريرٌ مَحضٌ. يُنظر: ((شرح النووي على مسلم)) (14/ 38)، ((الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم)) للهرري (21/ 319). تُباعُ، فقال: يا رسولَ اللَّهِ، ابتَعْ هذه والبَسْها يومَ الجمُعةِ وإذا جاءك الوفودُ، قال: ((إنما يَلبَسُ هذه من لا خَلاقَ له! فأُتيَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم منها بحُلَلٍ، فأرسَل إلى عُمَرَ بحُلَّةٍ، فقال: كيف ألبَسُها وقد قلتَ فيها ما قُلتَ؟! قال: إنِّي لم أعطِكَها لتلبَسَها، ولكِنْ تبيعُها أو تكسوها))، فأرسل بها عُمَرُ إلى أخٍ له من أهلِ مكَّةَ قَبلَ أن يُسلِمَ [5934] أخرجه البخاري (5981) واللفظ له، ومسلم (2068). .

انظر أيضا: