موسوعة الأخلاق والسلوك

سادسًا: موانِعُ الصِّلةِ والتَّواصُلِ


1- الجَهلُ بعواقبِ القطيعةِ العاجِلةِ والآجلةِ يحمِلُ عليها، ويقودُ إليها، كما أنَّ الجهلَ بفضائِلِ الصِّلةِ العاجِلةِ والآجِلةِ يقصُرُ عنها، ولا يبعَثُ إليها.
2- ضَعفُ التَّقوى ورِقَّةُ الدِّينِ:
فإذا ضَعُفت التَّقوى ورَقَّ الدِّينُ لم يُبالِ المرءُ بقَطعِ ما أمَر اللَّهُ به أن يوصَلَ، ولم يطمَعْ بأجرِ الصِّلة، ولم يخْشَ عاقِبةَ القطيعةِ.
3- الكِبرُ:
فبعضُ النَّاسِ إذا نال منصِبًا رفيعًا، أو حاز مكانةً عاليةً، تكَبَّرَ على أقاربِه، وأنِفَ من زيارتِهم والتَّودُّدِ إليهم، بحيث يرى أنَّه صاحِبُ الحقِّ، وأنَّه أولى بأن يُزارَ ويؤتى إليه.
4- الانقِطاعُ الطَّويلُ:
فهناك من ينقَطِعُ عن أقاربِه فترةً طويلةً، فيصيبُه من جرَّاءِ ذلك وَحشةٌ منهم، فيبدأُ بالتَّسويفِ بالزِّيارةِ، فيتمادى به الأمرُ إلى أن ينقطِعَ عنهم بالكُلِّيَّةِ، فيعتادُ القطيعةَ، ويألَفُ البُعدَ.
5- العتابُ الشَّديدُ:
فبعضُ النَّاسِ إذا زاره أحدٌ من أقاربِه بعدَ طُولِ انقِطاعٍ، أمطَرَ عليه وابِلًا من اللَّومِ والعتابِ، والتَّقريعِ على تقصيرِه في حَقِّه، وإبطائِه في المجيءِ إليه.
ومن هنا تحصُلُ النُّفرةُ من ذلك الشَّخصِ، والهيبةُ من المجيءِ إليه؛ خوفًا من لومِه وتقريعِه، وشِدَّةِ عتابِه.
6- التَّكلُّفُ الزَّائدُ: فهناك من إذا زاره أحدٌ من أقاربِه تكلَّف لهم أكثَرَ من اللَّازمِ، وأجهَد نفسَه في إكرامِهم، وقد يكونُ قليلَ ذاتِ اليدِ.
ومن هنا تجِدُ أنَّ أقاربَه يُقَصِّرون عن المجيءِ إليه؛ خوفًا من إيقاعِه في الحَرَجِ.
7- قِلَّةُ الاهتمامِ بالزَّائرينَ:
فمن النَّاسِ مَنْ إذا زاره أقاربُه لم يُبْدِ لهم الاهتمامَ، ولم يُصغِ لحديثِهم، بل تجِدُه معرِضًا مُشيحًا بوجهِه عنهم إذا تحدَّثوا، لا يفرَحُ بمَقدَمِهم، ولا يَشكُرُهم على مجيئِهم، ولا يستقبِلُهم إلَّا بكُلِّ تثاقُلٍ وبرودٍ؛ ممَّا يُقلِّلُ رغبتَهم في زيارتِه.
8- الشُّحُّ والبُخلُ:
فمن النَّاسِ مَن إذا رزقه اللَّهُ مالًا أو جاهًا تجِدُه يتهَرَّبُ من أقاربِه لا كبرًا عليهم، وإنما خوفًا من أن يُفْتحَ البابُ عليه من أقاربِه، فيبدَؤون بالاستدانةِ منه، ويُكثِرون الطَّلباتِ عليه أو غيرَ ذلك [5926] ((قطيعة الرحم)) للحمد (ص: 9). .

انظر أيضا: