موسوعة الأخلاق والسلوك

هـ- نماذِجُ من الشَّهامةِ عندَ العُلَماءِ المتقَدِّمين والمتأخِّرينَ


- شهامةُ أبي عبدِ الرَّحمنِ النَّسائيِّ صاحِبِ السُّنَنِ في فداءِ المُسلِمين:
قال أبو الحُسَينِ محمَّدُ بنُ مُظفَّرٍ الحافِظُ: (سمعتُ مشايخَنا بمِصرَ يعترِفون لأبي عبدِ الرَّحمنِ النَّسائيِّ بالتَّقدُّمِ والإمامةِ، ويَصِفون من اجتهادِه في العبادةِ باللَّيلِ والنَّهارِ ولمواظبتِه على الحَجِّ والجهادِ، وأنَّه خرج إلى الفداءِ مع والي مِصرَ، فوُصِف من شهامتِه وإقامتِه السُّنَنَ المأثورةَ في فداءِ المُسلِمين واحترازِه عن مجالسةِ السُّلطانِ الذي خرج معه والانبساطِ بالمأكولِ والمشروبِ في رحلتِه، وأنَّه لم يَزَلْ ذلك دأبَه إلى أن استُشهِدَ رَضِيَ اللهُ عنه بدِمَشقَ من جهةِ الخوارجِ) [5508] ((تاريخ دمشق)) لابن عساكر (71/174-175). .
- ابنُ تيميَّةَ يحرِصُ على فَكاكِ الأسرى من غيرِ المُسلِمين من أيدي التَّتَرِ:
قال ابنُ تيميَّةَ: (وقد عرف النَّصارى كُلُّهم أنِّي لمَّا خاطَبْتُ التَّتارَ في إطلاقِ الأسرى وأطلقَهم غازان وقطلو شاه، وخاطَبْتُ مولاي فيهم فسَمَح بإطلاقِ المُسلِمين. قال لي: لكِنَّ معنا نصارى أخَذْناهم من القُدسِ، فهؤلاء لا يُطلَقون. فقُلتُ له: بل جميعُ من معك من اليهودِ والنَّصارى الذين هم أهلُ ذِمَّتِنا؛ فإنَّا نفتَكُّهم ولا نَدَعُ أسيرًا لا من أهلِ المِلَّةِ ولا من أهلِ الذِّمَّةِ. وأطلَقْنا من النَّصارى من شاء اللهُ. فهذا عمَلُنا وإحسانُنا، والجزاءُ على اللهِ) [5509] ((مجموع الفتاوى)) (28/617-618). .

انظر أيضا: