موسوعة الأخلاق والسلوك

هـ- نماذِجُ من الشَّفَقةِ عندَ العُلَماءِ المتقَدِّمينَ


القاسِمُ بنُ الفَضلِ الأصبهانيُّ رئيسُ أصبهانَ وكبيرُها ومُسنِدُها:
قال السَّمعانيُّ: (كان محمودَ السِّيرةِ في ولايتِه، مُشفِقًا على الرَّعيَّةِ. سمِعتُ أنَّ السُّلطانَ مَلِكْشاه أراد أن يأخُذَ من الرَّعيَّةِ مالًا بأصبَهانَ، فقال الرَّئيسُ: أنا أعطي النِّصفَ، ويُعطي الوزيرُ -يعني نظامَ المُلْكِ- وأبو سعدٍ المستوفي النِّصفَ، فما قام حتَّى وَزَن ما قال! فظَنِّي أنَّ المالَ كان أكثَرَ من مائةِ ألفِ دينارٍ. وكان يَبَرُّ المحَدِّثين بمالٍ كثيرٍ، ورحَلوا إليه من الأقطارِ) [5257] ((سير أعلام النبلاء)) للذهبي (19/11). .
أبو إسحاقَ المُراديُّ الأندَلُسيُّ:
قال النَّوويُّ في ذِكرِ بعضِ مناقِبِه: (لم تَرَ عيني في وَقتِه مِثلَه، وكان رحمه اللهُ بارِعًا في معرفةِ الحديثِ وعلومِه وتحقيقِ ألفاظِه، لا سيَّما الصَّحيحانِ، وكان من السَّماحةِ بمحَلٍّ عالٍ على قَدْرِ وُجْدِه، وأمَّا الشَّفَقةُ على المُسلِمين ونُصحُهم فقَلَّ نظيرُه فيهما) [5258] يُنظَر: ((طبقات الشافعيين)) لابن كثير (1/885). .
أبو حيَّانَ الأندَلُسيُّ:
فقد قال في تفسيرِه بعدَ ذِكرِه لعَدَدٍ من أسماءِ المتصَوِّفةِ القائِلين بالمذاهِبِ الباطلةِ، كالوَحدةِ والاتِّحادِ: (وإنَّما سرَدْتُ أسماءَ هؤلاء نُصحًا لدينِ اللهِ -يعلَمُ اللهُ ذلك- وشَفَقةً على ضُعَفاءِ المُسلِمين، ولِيَحذَروا؛ فهم شَرٌّ من الفلاسفةِ الذين يُكَذِّبون اللهَ تعالى ورُسُلَه، ويقولون بقِدَمِ العالَمِ، ويُنكِرون البَعثَ. وقد أُولِعَ جَهَلةٌ ممن ينتمي للتَّصَوُّفِ بتعظيمِ هؤلاء وادِّعائِهم أنَّهم صفوةُ اللهِ وأولياؤُه. والرَّدُّ على النَّصارى والحُلوليَّةِ والقائلين بالوَحدةِ هو من عِلمِ أصولِ الدِّينِ) [5259] ((البحر المديد)) (4/210). .

انظر أيضا: