موسوعة الأخلاق والسلوك

د- نماذِجُ من الشَّفَقةِ عندَ السَّلَفِ


محمَّدُ بنُ عُثمانَ بنِ إبراهيمَ بنِ زُرعةَ:
قال ابنُ عساكِرَ: وَلِيَ قضاءَ مِصرَ في سنةِ أربَعٍ وثمانينَ ومائتَينِ، في إمارةِ خِمارَوَيهِ.
كان كثيرَ الشَّفَقةِ، رقيقَ القلبِ، يَغرَمُ عن الفقراءِ والمستورين إذا أفلَسوا، حتَّى كان بعضُهم إذا أراد أن يتنَزَّهَ أخذَ بيَدِ رفيقِه فادَّعى عليه عندَ القاضي، فيعتَرِفُ ويبكي، ويدَّعي أنَّه لا يقدِرُ على وَفائِه، ويسألُ خَصمَه فيه، فلا يجيبُه، فيَغرَمُ عنه!
مَسلَمةُ بنُ عبدِ المَلِكِ:
قال الحُسَينُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ: (أوصى مَسلَمةُ بنُ عبدِ المَلِكِ مؤدِّبَ وَلَدِه، فقال له: إنِّي قد وصلتُ جناحَك بعَضُدي، ورَضيتُ بك قرينًا لوَلَدي؛ فأحسِنْ سياستَهم تَدُمْ لك استقامتُهم، وأسهِلْ بهم في التَّأديبِ عن مذاهبِ العُنفِ، وعَلِّمْهم معروفَ الكلامِ، وجَنِّبْهم مُثاقبةَ اللِّئامِ، وانْهَهُم أن يعرفوا بما لم يعرفوا، وكُنْ لهم سائسًا شفيقًا ومؤدِّبًا رفيقًا تَكسِبْك الشَّفَقةُ منهم المحبَّةَ والرِّفقَ، وحُسنَ القَبولِ ومحمودَ المغبَّةِ، ويمنَحْك ما أدَّى من أثَرِك عليهم وحُسنِ تأديبِك لهم مني جميلَ الرَّأيِ، وفاضِلَ الإحسانِ، ولطيفَ العنايةِ) [5256] ((النفقة على العيال)) لابن أبي الدنيا (1/518). .

انظر أيضا: