موسوعة الأخلاق والسلوك

حادِيَ عشَرَ: أخطاءٌ شائِعةٌ حولَ الإصلاحِ


الاعتِقادُ بأنَّ شأنَ إصلاحِ العقائِدِ والأخلاقِ مقصورٌ على العُلماءِ أو الدُّعاةِ فقط، وليس لغَيرِهم مِن النَّاسِ وإن امتلَكوا أدواتِ الإصلاحِ، وكان لديهم مِن العِلمِ ما يُؤهِّلُهم للإصلاحِ ولو كان إصلاحًا جُزئيًّا، وهذا خَطأٌ.
يقولُ مُحمَّد الخِضر حُسَين- مُنوِّهًا لهذا الاعتِقادِ الخاطِئِ-: (وانبَنى على هذا أنَّ بعضَ مَن يُدرِّسُ حقائِقَ الإسلامِ وآدابَه، ويستطيعُ بيانَ حِكمتِها، ودَفعَ شُبَهِ المُضلِّينَ عنها؛ لا يهُزُّ في هذا الغَرضِ قَلمًا، ولا يُحرِّكُ به لِسانًا، ثُمَّ لا ترى له مِن عُذرٍ عن هذا التَّقصيرِ سِوى أنَّه لم يكنْ مِن أصحابِ العمائِمِ، أو أنَّه لم يكنْ مِن عُلَماءِ المعاهِدِ الدِّينيَّةِ، إن لم يُلقِ إليك هذا العُذرُ بمقالِه، دلَّك عليه بلِسانِ حالِه) [398] ((الدعوة إلى الإصلاح)) (ص: 30). .
وأيضًا فكُلُّ فَردٍ في المُجتمَعِ مُطالَبٌ بالعَملِ على إصلاحِ المُجتمَعِ، وإزالةِ الفسادِ منه على قَدرِ طاقتِه ووُسعِه، والتَّعاوُنِ معَ غَيرِه لتحقيقِ هذا المطلوبِ. قال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة: 2] [399] ((نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم)) (8/ 3407). .

انظر أيضا: