موسوعة الأخلاق والسلوك

ثانيًا: الفَرقُ بَينَ الإصلاحِ وغيرِه من الصفاتِ

الفَرقُ بَينَ الصُّلحِ والإصلاحِ:
الصُّلحُ بمعنى المُصالَحةِ، وهو خِلافُ المُخاصَمةِ، وهو عَقدٌ وُضِع لرَفعِ المُنازَعةِ بالتَّراضي، فبذلك يظهَرُ أنَّ الصُّلحَ يختصُّ بإزالةِ النِّفارِ بَينَ النَّاسِ، وعلى هذا فإنَّ الصُّلحَ إحدى ثمراتِ الإصلاحِ بَينَ النَّاسِ، وكذلك فإنَّ الإصلاحَ أعَمُّ وأشمَلُ مِن الصُّلحِ [1] يُنظر: ((أنيس الفقهاء)) لقاسم القونوي (ص: 91)، ((أخلاق القرآن)) لأحمد الشرباصي (4/208)، ((موسوعة التفسير الموضوعي للقرآن الكريم)) (3/318). .
الفَرقُ بَينَ الصَّلاحِ والإصلاحِ:
الصَّلاحُ: هو القيامُ بحَقِّ اللهِ، وبحَقِّ عِبادِه؛ فالصَّالحُ هو الذي يقومُ بحُقوقِ اللهِ، بأداءِ فرائِضِه، وتَركِ محارِمِه، ويؤدِّي حَقَّ العبادِ، كأداءِ الأمانةِ، وصِلةِ الأرحامِ، والعَدلِ بَينَ النَّاسِ، وبَذلِ السَّلامِ، وعيادةِ المريضِ، ورعايةِ حَقِّ الجارِ، ونحوِ ذلك.
أمَّا الإصلاحُ فهو وَصفٌ زائدٌ على الصَّلاحِ؛ فهو العَمَلُ على إصلاحِ النَّاسِ، وتوجيهِهم وإرشادِهم، وأمرِهم بالمعروفِ، ونَهْيِهم عن المنكَرِ [2] وليس معنى هذا أنَّ الصَّالحَ لا يأمر بمعروفٍ ولا ينهى عن منكرٍ وأنَّها وظيفةُ المصْلحِ فقط، فهذه الشَّعيرةُ من الشَّعائر الواجبةِ على كلِّ مسلمٍ كلٌ بقدْرِ استطاعته وتركُها يتنافى مع الصلاح. ، والأخذِ على يَدِ السَّفيهِ، ونحوِ ذلك، وليس كلُّ صالحٍ مُصلِحًا؛ فإنَّ من الصَّالحينَ مَن هَمُّه هَمُّ نَفسِه، ولا يهتَمُّ بغيرِه. وتمامُ الصَّلاحِ بالإصلاحِ [3] يُنظر: ((شرح العقيدة الواسطية)) لابن عثيمين (2/ 374)، الموقع الرسمي لسماحة الشيخ ابن باز. وينظر أيضًا: ((الفروق اللغوية)) للعسكري (1/210)، ((أخلاق القرآن)) لأحمد الشرباصي (4/208)، ((موسوعة التفسير الموضوعي للقرآن الكريم)) (3/318). .

انظر أيضا: