موسوعة الأخلاق والسلوك

و- نماذِجُ مِن الزُّهدِ فيما في أيدي النَّاسِ عندَ العُلَماءِ المُعاصِرينَ


1- عُرِف الشَّيخُ مُحمَّدُ بنُ حُسَينِ href="#_edn4515" name="_ednref4515" title=""> [4515] مقدمة تحقيق ((الكشف المبدي)) لصالح بن علي المحسن، وأبي بكر بن سالم شهال (ص: 22). .
2- لم تكنِ الدُّنيا تعدِلُ عندَ الشَّيخِ مُحمَّد الأمينِ الشِّنقيطيِّ شيئًا، فلم يكنْ يهتَمُّ لها، وكان زاهِدًا عَفوفًا عمَّا في أيدي النَّاسِ، كريمًا بما في يدِه، ومنذُ وُجودِه في المملكةِ وصِلتِه بالحُكومةِ حتَّى فارَق الدُّنيا لم يطلُبْ عطاءً ولا مُرتَّبًا ولا تَرفيعًا لمُرتَّبِه، ولا حُصولًا على مُكافأةٍ أو عِلاوةٍ، ولكن ما جاءه مِن غَيرِ سُؤالٍ أخَذه، وما حصَل عليه لم يكنْ يستبقيه، بل يُوزَّعُ في حينِه على المُعوِزينَ مِن أرامِلَ ومُنقطِعينَ، ومات ولم يُخلِّفْ دِرهمًا ولا دينارًا، وكان مُستغنيًا بعفَّتِه وقَناعتِه، بل إنَّ حقَّه الخاصَّ لَيترُكُه تعفُّفًا عنه، كما فعَل في مُؤلَّفاتِه وهي فريدةٌ في نَوعِها، لم يقبَلِ التَّكسُّبَ بها، وتَركها لطَلبةِ العِلمِ.
وقال مرَّةً: لقد جئْتُ معي مِن البلادِ بكَنزٍ عظيمٍ يكفيني مدى الحياةِ، وأخشى عليه الضَّياعَ، فقلْتُ له: وما هو؟ قال: القَناعةُ، وكان شِعارُه في ذلك قولَ الشَّاعِرِ:
الجوعُ يُطرَدُ بالرَّغيفِ اليابِسِ
فعلامَ تكثُرُ حَسرتي ووَساوِسي [4516] ترجمة للشيخ محمد الأمين الشنقيطي، بقلم: الشيخ عطية محمد سالم، يُنظر: ((أضواء البيان)) (9/ 503).
3- زار الملِكُ فيصلٌ الشَّيخَ ابنَ بازٍ في المدينةِ النَّبويَّةِ بَعدَما تولَّى الشَّيخُ رِئاسةَ الجامِعةِ الإسلاميَّةِ، ورأى الملِكُ الحالَ التي عليها الشَّيخُ، فأمَر ببِناءِ قَصرٍ للشَّيخِ يتناسَبُ معَ مَكانتِه الدِّينيَّةِ والعِلميَّةِ والاجتِماعيَّةِ، فلمَّا تمَّ البِناءُ، وأراد القائِمونَ عليه أن يجعَلوا صكَّ القَصرِ باسمِ الشَّيخِ رفَض، وفضَّل أن يكونَ صكُّ القَصرِ باسمِ رئيسِ الجامِعةِ الإسلاميَّةِ ليسكُنَه كُلُّ مَن يتولَّى هذا المَنصِبَ مِن بَعدِه [4517] ((إمام العصر)) لناصر الزهراني (ص: 82). !
4- وزار الملِكُ خالِدٌ الشَّيخَ ابنَ عُثَيمينَ، فرأى منزِلَه المُتواضِعَ، فعرَض عليه أن يبنيَ له دارًا جديدةً، فشكَره الشَّيخُ، وقال: إنَّني أبني لي دارًا في الصَّالِحيَّةِ، وبَعدَ أن ذهَب الملِكُ قال له بعضُ جُلَسائِه: ما علِمْناك تبني دارًا في الصَّالِحيَّةِ، قال: أليسَت المَقبَرةُ في الصَّالِحيَّةِ؟ [4518] ((الدر الثمين)) لعصام بن عبد المنعم (ص: 219). .

انظر أيضا: