موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- نماذِجُ مِن الزُّهدِ فيما في أيدي النَّاسِ عندَ الأنبِياءِ والمُرسَلينَ


1- قال نوحٌ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ [هود: 29] ، أي: لا أسألُكم (على نصيحتي لكم ودِعايتِكم إلى توحيدِ اللهِ، وإخلاصِ العِبادةِ له مَالًا أجرًا على ذلك، فتتَّهِموني في نَصيحتي، وتظُنُّونَ أنَّ فِعلي ذلك طَلَبُ عَرَضٍ مِن أعراضِ الدُّنيا، إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ (يقولُ: ما ثوابُ نصيحتي لكم ودِعايتِكم إلى ما أدعوكم إليه إلَّا على اللهِ؛ فإنَّه هو الذي يُجازيني ويُثيبُني عليه) [4471] ((جامع البيان)) لابن جرير الطبري (12/ 384، 385). .
2- وقال هودٌ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ لقومِه: وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ [الشعراء: 127] ، أي: وما أطلُبُ منكم على نُصحي لكم أيَّ ثوابٍ وجزاءٍ، إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ أي: ما أرجو ثَوابي إلَّا مِن اللهِ الخالِقِ الرَّازِقِ، المالِكِ المُدبِّرِ لجميعِ العالَمينَ دونَ غَيرِه [4472] ((التفسير المحرر - الدرر السَّنية)) (21/228). .
3- وكذلك قال صالِحٌ ولوطٌ وشُعَيبٌ عليهم الصَّلاةُ والسَّلامُ مِثلَ قِيلِ هودٍ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ لقومِه، وأعيدَ ذلك في سورةِ الشُّعراءِ بلَفظٍ واحِدٍ، والفائِدةُ منه بَيانُ أنَّهم كانوا مُتَّفِقينَ على الامتِناعِ مِن أخذِ الأجرِ على الدَّعوى وتبليغِ الرِّسالةِ، وأنَّهم كانوا في رغبةٍ تامَّةٍ عمَّا في أيدي النَّاسِ [4473] ((التفسير البسيط)) للواحدي (17/ 118، 119). .
4- وكانوا يحترِفونَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ [الفرقان: 20] (يتَّبِعونَ المعاشَ في الدُّنيا) [4474] ((الكشف والبيان)) للثعلبي (19/ 69). ، وقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إنَّ داودَ النَّبيَّ عليه السَّلامُ كان لا يأكُلُ إلَّا مِن عَمَلِ يَدِه)) [4475] أخرجه البخاري (2073) من حديثِ أبي هُريرةَ رَضِيَ اللهُ عنه. .

انظر أيضا: