موسوعة الأخلاق والسلوك

د- نماذِجُ مِن الزُّهدِ فيما في أيدي النَّاسِ عندَ السَّلفِ رضِي اللهُ عنهم


1- قيل لأبي حازِمٍ: ما مالُك؟ قال: (الثِّقةُ بما في يدِ اللهِ عزَّ وجلَّ، والإياسُ عمَّا في أيدي النَّاسِ) [4501] ((المجالسة)) للدينوري (3/ 337) رقم (963). .
ودخَل أبو حازِمٍ على سُلَيمانَ بنِ عبدِ الملِكِ بالشَّامِ في نَفَرٍ مِن العُلَماءِ، فقال سُلَيمانُ: (يا أبا حازِمٍ، ألك مالٌ؟ قال: نعَم، لي مالانِ، قال: ما هُما بارَك اللهُ لك؟ قال: الرِّضا بما قسَم اللهُ تعالى، والإياسُ عمَّا في أيدي النَّاسِ، قال سُلَيمانُ: يا أبا حازِمٍ، ارفَعْ إليَّ حاجتَك، قال: هيهاتَ! رفَعْتُها إلى مَن لا تُختزَلُ الحوائِجُ إليه، فما أعطاني شكرْتُ، وما منَعني صَبرْتُ) [4502] ((تاريخ دمشق)) لابن عساكر (22/ 38). .
- ولمَّا حجَّ الرَّشيدُ دخَل على الفُضَيلِ، فوعَظه بما وعَظه، وأراد الخُروجَ، فقال: يا فُضَيلُ، هل عليك دَينٌ؟ فقال: نعَم، دَينُ ربِّي لو يُحاسِبُني عليه، فالوَيلُ لي إن حاسَبني عليه، والوَيلُ لي إن ناقَشني، فقال الرَّشيدُ: إنِّي أسألُك عن دَينِ العِبادِ، فقال: عندَنا بحَمدِ اللهِ خيرٌ كثيرٌ لا نَحتاجُ معَه إلى ما في أيدي النَّاسِ، قال: هذه ألفُ دينارٍ فاستعِنْ بها، فقال: يا حَسنَ الوَجهِ، أدُلُّك على النَّجاةِ، وتُكافِئُني بالهَلاكِ؟ أسألُ اللهَ التَّوفيقَ، فلمَّا خرَج عاتَبَته بُنيَّتُه، فقالت: لو أخذْتَها فاستَعَنَّا بها! فقال: إنَّ مَثلي ومَثلَكم مَثلُ قومٍ كان لهم بَعيرٌ يَكُدُّونَه ويأكُلونَ مِن كَسْبِه، فلمَّا كَبِر وسقَط عن العَملِ نحَروه فأكَلوه [4503] يُنظر: ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (8/ 105-108)، ((محاضرات الأدباء)) للراغب (1/ 618). !
2- سُئِل أبو عبدِ اللهِ؛ أحمَدُ بنُ حَنبَلٍ عن الرَّجلِ يَدَعُ العَملَ ويجلِسُ، ويقولُ: (ما أعرِفُ إلَّا ظالِمًا أو غاصِبًا، فأنا آخُذُ مِن أيديهم، ولا أُعينُهم، ولا أُقوِّيهم على ظُلمِهم، قال: ما ينبغي لأحدٍ أن يَدَعَ العَملَ، ويقعُدَ ينتظِرُ ما في أيدي النَّاسِ، أنا أختارُ العَملَ، والعَملُ أحَبُّ إليَّ، إذا جلَس الرَّجلُ ولم يحترِفْ دَعَته نَفسُه إلى أن يأخُذَ ما في أيدي النَّاسِ، وأنا أختارُ للرَّجلِ الاضطِرابَ في طَلبِ الرِّزقِ، والاستِغناءَ عمَّا في أيدي النَّاسِ، وهو عندي أفضَلُ) [4504] ((الحث على التجارة)) للخلال (ص: 160). .
3- قال حمَّادُ بنُ زيدٍ: (كنَّا عندَ عَمرِو بنِ دينارٍ، ومعَنا أيُّوبُ، فذكَر عَمرٌو طاوسًا، فقال: ما رأَيتُ رجُلًا أعَفَّ عمَّا في أيدي النَّاسِ منه، فقال لي أيُّوبُ بيدِه: إنَّه لم يَرَ مُحمَّدًا، إنَّه لم يَرَ مُحمَّدًا؛ ابنَ سِيرينَ) [4505] ((العلل)) للإمام أحمد رواية عبد الله (3811). .
4- كان سُحْنونُ ربَّما وصَل إخوانَه بالثَّلاثينَ دينارًا، وكان لا يقبَلُ مِن أحدٍ شيئًا [4506] ((سير أعلام النبلاء)) للذهبي (12/ 69). .

انظر أيضا: