موسوعة الأخلاق والسلوك

سابعًا: الوسائِلُ المُعينةُ على الزُّهدِ فيما في أيدي النَّاسِ


1- تعويدُ النَّفسِ على القناعةِ؛ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((قد أفلَح مَن أسلَم، ورُزِق كَفافًا، وقنَّعه اللهُ بما آتاه)) [4456] أخرجه مسلم (1054) من حديث عبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو رَضِيَ اللهُ عنهما. .
2- الاقتِداءُ بالنَّبيِّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ؛ قال عَمرُو بنُ العاصِ: ((أيُّها النَّاسُ، كان نبيُّكم صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أزهَدَ النَّاسِ في الدُّنيا، وأصبحْتُم أرغَبَ النَّاسِ فيها)) [4457] أخرجه أحمد (17815)، وابن حبان (6379) واللفظ له، والحاكم (7927). صحَّحه ابنُ حبان، وابن عساكر في ((معجم الشيوخ)) (2/1235)، والألباني في ((صحيح الموارد)) (1795)، والوادعي في ((الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين)) (1014). .
3- إدمانُ النَّظرِ في سِيَرِ السَّلفِ الصَّالِحِ؛ قال عَمرُو بنُ دينارٍ: (ما رأَيتُ أحدًا الدَّراهمُ أهوَنُ عليه مِن الزُّهريِّ، إن كانت الدَّراهِمُ عندَه بمنزِلةِ البَعْرِ!) [4458] ((تاريخ دمشق)) لابن عساكر (55/ 336). .
4- طَلبُ العِلمِ؛ قال رَبيعةُ بنُ أبي عبدِ الرَّحمنِ: (العِلمُ وسيلةٌ إلى كُلِّ فَضيلةٍ) [4459] ((سير أعلام النبلاء)) للذهبي (6/ 90). .
5- تَركُ مُجالَسةِ أهلِ الشَّرَهِ والطَّمعِ.
6- اليأسُ ممَّا في أيدي النَّاسِ؛ لأنَّ الإنسانَ إذا أيِس مِن الشَّيءِ استغنى عنه [4460] ((جامع العلوم والحكم)) لابن رجب الحنبلي (2/ 892). .
7- أن يعلَمَ أنَّ نِعمةَ اللهِ عليه فيما زوى عنه مِن الدُّنيا أعظَمُ مِن نِعمتِه عليه فيما أعطاه منها [4461] ((المصنف)) لابن أبي شيبة (7/ 209) رقم (35409). .
8- الرِّضا بالمقسومِ والثِّقةُ بما عندَ اللهِ؛ قال الحَسنُ بنُ حيٍّ: (إنِّي لأُصبِحُ وما عندي دينارٌ ولا دِرهَمٌ ولا رغيفٌ، وكأنَّما حيزَت لي الدُّنيا بحَذافيرِها) [4462] ((القناعة)) لابن أبي الدنيا (ص: 53). .
وعن شَقيقٍ قال: كنْتُ شاعِرًا، فرزَقني اللهُ التَّوبةَ، وخرجْتُ مِن ثلاثِمائةِ ألفِ دِرهَمٍ، ولبسْتُ الصُّوفَ عِشرينَ سنةً، ولا أدري أنِّي مُراءٍ حتَّى لقيتُ عبدَ العزيزِ بنَ أبي رُوادٍ، فقال: (ليس الشَّأنُ في أكلِ الشَّعيرِ، ولُبسِ الصُّوفِ، الشَّأنُ أن تعرِفَ اللهَ بقلبِك، ولا تُشرِكَ به شيئًا، وأن ترضى عن اللهِ، وأن تكونَ بما في يدِ اللهِ أوثَقَ منك بما في أيدي النَّاسِ) [4463] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (8/ 59، 60)، ((سير أعلام النبلاء)) للذهبي (9/ 314). .
9- طَلبُ الرِّزقِ مِن اللهِ، فلا يبقى له حاجةٌ إلى الخَلقِ، وكان بَكرُ بنُ عبدِ اللهِ يقولُ في دُعائِه: (اللَّهمَّ ارزُقْنا رِزقًا يزيدُنا بك عمَّن سِواك غِنًى وتعفُّفًا) [4464] ((القناعة)) لابن أبي الدنيا (ص: 51). .
10- سُؤالُ اللهِ غِنى النَّفسِ؛ كان النَّبيُّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ يدعو: ((اللَّهمَّ إنِّي أسألُك الهُدى والتُّقى، والعَفافَ والغِنى)) [4465] أخرجه مسلم (2721) من حديثِ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه. ، قال القاضي عِياضٌ: (والغِنى: هو غِنى النَّفسِ، والاستِغناءُ عمَّا في أيدي النَّاسِ) [4466] ((إكمال المعلم)) (8/ 224). .
11- عِلمُ العبدِ أنَّ الدُّنيا ظِلٌّ زائِلٌ وخَيالٌ زائِرٌ، نهى اللهُ عن الاغتِرارِ بها، وسمَّاها مَتاعَ الغُرورِ، اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِيْنَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ [الحديد: 20] .
12- النَّظرُ في الآخِرةِ، وشَرفِ ما فيها، ودَوامِ نَعيمِها؛ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((واللهِ ما الدُّنيا في الآخِرةِ إلَّا مِثلُ ما يجعَلُ أحدُكم إصبَعَه هذه في اليمِّ، فلينظُرْ بم ترجِعُ؟)) [4467] أخرجه مسلم (2858) من حديثِ المستورِدِ بنِ شَدَّادٍ رَضِيَ اللهُ عنه .
13- معرفتُه أنَّ زُهدَه لا يمنَعُه شيئًا كُتِب له، وأنَّ حِرصَه لا يجلِبُ له ما لم يُقضَ له ممَّا في أيدي النَّاسِ [4468] ((طريق الهجرتين)) لابن القيم (ص: 253). .
14- الأنَفةُ مِن مُشارَكةِ الفُسَّاقِ، ومِن المَنقَصةِ عندَ اللهِ تعالى، والسُّقوطِ مِن عَينَيه [4469] ((مدارج السالكين)) لابن القيم (2/ 19). .
15- التَّربيةُ الحَسنةُ والنَّفَقةُ على العِيالِ وتعاهُدُ الأهلِ بالبِرِّ والمعروفِ، وكان أيُّوبُ يقولُ لأصحابِه: (تعاهَدوا أولادَكم وأهليكم بالبِرِّ والمعروفِ، ولا تَدَعوهم يطمَحوا بأبصارِهم إلى ما في أيدي النَّاسِ) [4470] ((محاضرات الأدباء)) للراغب (1/ 580). .

انظر أيضا: