موسوعة الأخلاق والسلوك

هـ- نماذِجُ من الرَّحمةِ عِندَ العُلَماءِ المتقَدِّمين والمتأخِّرين وغيرِهم


رحمةُ ابنِ أبي ذُهلٍ بالفُقَراءِ:
قال الحاكِمُ في ذِكرِ بَعضِ مناقِبِه: (صَحِبتُه حَضَرًا وسفَرًا، فما رأيتُ أحسَنَ وُضوءًا ولا صلاةً منه، ولا رأيتُ في مشايخِنا أحسَنَ تضرُّعًا وابتهالًا منه. قيل لي: إنَّ عُشرَ غَلَّتِه تبلُغُ ألفَ حِملٍ، وحدَّثَني أبو أحمدَ الكاتِبُ أنَّ النُّسخةَ بأسامي من يمونُهم تزيدُ على خمسةِ آلافِ بَيتٍ) [4154] ((تذكرة الحفاظ)) للذهبي (3/1006). .
رحمةُ الوزيرِ جمالِ الدِّينِ محمَّدِ بنِ عليِّ بنِ أبي منصورٍ بالفُقَراءِ:
قال ابنُ خَلِّكان: (كان يحمِلُ في كُلِّ سَنةٍ إلى مكَّةَ شَرَّفها اللهُ تعالى، والمدينةِ -على ساكِنِها أفضلُ الصَّلاةِ والسَّلامِ- من الأموالِ والكِسواتِ للفُقَراءِ والمُنقَطِعين ما يقومُ بهم مدَّةَ سَنةٍ كاملةٍ) [4155] ((وفيات الأعيان)) (5/144). .
رحمةُ ابنِ تَيميَّةَ:
قال عُمَرُ بنُ عليٍّ البزَّارُ: (وحَدَّثني من أثِقُ به أنَّ الشَّيخَ رَضِيَ اللهُ عنه كان مارًّا يومًا في بعضِ الأزِقَّةِ، فدعا له بعضُ الفُقَراءِ، وعَرَف الشَّيخُ حاجتَه، ولم يكُنْ مع الشَّيخِ ما يُعطيه، فنزع ثوبًا على جِلدِه ودفعه إليه، وقال: بِعْه بما تيسَّرَ وأنفِقْه، واعتذَر إليه من كونِه لم يحضُرْ عندَه شيءٌ من النَّفقةِ!) [4156] ((الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية)) (ص: 65). .

انظر أيضا: