موسوعة الأخلاق والسلوك

د- نماذِجُ من الرَّحمةِ عِندَ السَّلَفِ


رحمةُ عَليِّ بنِ الحُسَينِ زَينِ العابِدينَ:
عن عَمرِو بنِ ثابتٍ قال: (لمَّا مات عليُّ بنُ الحُسَينِ فغَسَّلوه جعَلوا ينظُرون إلى آثارٍ سوداءَ بظَهرِه، فقالوا: ما هذا؟ فقيل: كان يحمِلُ جُرُبَ الدَّقيقِ ليلًا على ظهرِه يعطيه فُقَراءَ أهلِ المدينةِ) [4144] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (3/136). .
رحمةُ عُمَرَ بنِ عبدِ العزيزِ:
(كَتَب عُمَرُ بنُ عبدِ العزيزِ رحمه اللهُ إلى حيَّانَ بمِصرَ: إنَّه بلغني أن بمصرَ إبِلًا نقَّالاتٍ، يُحمَلُ على البعيرِ منها ألفُ رِطلٍ، فإذا أتاك كتابي هذا فلا أعرِفَنَّ أنَّه يُحمَلُ على البعيرِ أكثَرُ من ستِّمائةِ رِطلٍ، وكتب إلى صاحِبِ السِّكَكِ أن لا يحمِلوا أحَدًا بلِجامٍ ثقيلٍ من هذه الرستنيَّةِ، ولا يُنخَسَ [4145] نخَسَ الدَّابَّةَ: غرَزَ مُؤَخِّرَها أو جَنبَها بعودٍ ونحوِه. ((القاموس المحيط)) للفيروز آبادي (ص: 576). بمِقرَعةٍ [4146] المِقرَعةُ: خشَبةٌ تُضرَبُ بها البغالُ والحَميرُ. ((لسان العرب)) لابن منظور (8/264). في أسفَلِها حديدةٌ) [4147] ((سيرة عمر بن عبد العزيز على ما رواه الإمام مالك بن أنس وأصحابه)) لأبي محمد المصري (ص: 141). .
رحمةُ بِشرٍ الحافي:
دخَلوا على بِشرٍ الحافي في يومٍ شديدِ البردِ، وقد تجرَّد وهو ينتَفِضُ، فقالوا: ما هذا يا أبا نَصرٍ؟ فقال: ذكَرْتُ الفُقَراءَ وبَرْدَهم وليس لي ما أواسيهم به، فأحبَبتُ أن أواسِيَهم في بَردِهم [4148] ((الفوائد)) لابن القيم (ص: 171). .
رحمةُ شُعبةَ:
عن يحيى بنِ مَعينٍ قال: (كان شُعبةُ رَجُلَ صِدقٍ، وكان رحيمًا، وإنَّما قَدِم إلى بغدادَ في سَبَبِ أخٍ له كان محبوسًا، فجاء يُكَلِّمُ فيه) [4149] أخرجه الخطيب في ((تاريخ بغداد)) (10/ 354، 355). .
وعن النَّضرِ بنِ شُمَيلٍ قال: (ما رأيتُ أرحَمَ بمسكينٍ مِن شُعبةَ، وكان إذا رأى المسكينَ لا يزال ينظُرُ إليه حتَّى يغيبَ عن وَجهِه) [4150] أخرجه الخطيب في ((تاريخ بغداد)) (10/ 360). .
وعن مُسلِمِ بنِ إبراهيمَ قال: (كان شُعبةُ إذا قام في مجلِسِه سائِلٌ لا يحَدِّثُ حتَّى يُعطَى، فقام يومًا سائِلٌ ثمَّ جلس، فقال: ما شأنُه؟ قالوا: ضَمِن عبدُ الرَّحمنِ بنُ مَهديٍّ أن يعطيَه دِرهمًا) [4151] أخرجه الخطيب في ((تاريخ بغداد)) (10/ 360). .
وعن مُسلِم بنِ إبراهيمَ قال: سمِعتُ شُعبةَ يقولُ: (لولا المساكينُ ما حدَّثتُ؛ فإنِّي أحَدِّثُ ليُعطَوا) [4152] أخرجه أبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (7/ 157). .
قال يحيى بنُ سعيدٍ: (كان شُعبةُ من أرقِّ النَّاسِ، كان ربَّما مرَّ به السَّائِلُ، فيدخُلُ إلى بيتِه فيُعطيه ما أمكَنَه) [4153] أخرجه الخطيب في ((تاريخ بغداد)) (10/ 361). .

انظر أيضا: